للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن كانت صفة بقيت على لفظها ولم تُقلب الواو ياء، نحو:١ خُذِ الحُلْوَى وأَعطِه المُرَّى.

وقد شَذَّ من "فُعْلَى" الاسم شيءٌ، فلم تُقلب فيه الواو ياء. وذلك: القُصْوَى٢ وحُزْوَى اسمَ موضع. وكأنَّ القُصْوَى -والله أعلم- إنَّما صَحَّت فيه الواو تنبيهًا على أنَّه في الأصل صفة.

وإنَّما قُلبت الواو ياء في الاسم دون الصفة، فرقًا بين الاسم والصفة. وكان التغيير هنا٣ في الاسم دون الصفة٤، كما٥ كان التغيير في "فَعْلَى" من الياء في الاسم دون الصفة٦، ليكون قلب الواو هنا ياء كالعِوَض من قلب الياء [هنالك] ٧ واوًا. وهذا أحسن -أعني قلب الواو إلى الياء- لأنَّ في ذلك تخفيفًا للثقل؛ لأنَّ الياء أخفُّ من الواو. وهو مع ذلك على غير قياس؛ لأنَّه قلب لغير موجِب. ولولا وُرود السماع بذلك لما قيل.

فأمَّا "فُعْلَى"٨ من الياء، اسمًا كانت أو صفة، فإنها لا تُغيَّر عما تكون عليه؛ لأنهم إذا كانوا يفِرُّون فيها من الواو إلى الياء فإذا وجدوا الياء فينبغي ألَّا يُجاوزوها، كما أنَّ "فَعْلَى" من الواو لا تُغيَّر عمَّا تكون عليه، اسمًا أو صفةً، لكونهم يفِرُّون فيها من الياء إلى الواو. فإذا وجدوا الواو فينبغي ألَّا يُعدَل عنها.

وأمَّا "فِعْلَى"٩ فينبغي أن يَبقَى١٠ على الأصل ولا يُغيَّر١١, من الياء كان أو من الواو؛ لأنَّ التغيير في "فَعْلَى" و"فُعْلَى" على غير قياس، ولولا السماع لما قيل به، ولم يرد سماع بتغيير في "فِعْلَى". فينبغي أن يبقى على الأصل. وأيضًا فإنَّ التغيير إنَّما وقع في هذا الباب فرقًا بين الاسم والصفة، و"فِعْلَى" لا يكون١٢ صفة١٣. فلا ينبغي أن يُغيَّر؛ لأنَّه لا يحصل بتغييره فرق بين شيئين.


١ المنصف ٢: ١٦٢-١٦٣.
٢ القصوى: طرف الوادي.
٣ أي: في فُعلى.
٤ ف: الوصف.
٥ سقط من م حتى "دون الصفة".
٦ ف: الوصف.
٧ أي: في فَعْلَى. وهذه الكلمة زيادة من م والطيارة.
٨ م: فَعلى.
٩ المنصف ٢: ١٦٣.
١٠ ف: أن تبقى.
١١ ف: ولا تغير.
١٢ ف: لا تكون.
١٣ كذا. وذكر في ص٦٧ أنه يجيء صفة بالهاء نحو: رَجلٌ عِز هاةٌ. وذكره ابن القطاع بغير هاء. انظر المزهر٢: ١٤. وكذلك كِيصَى. انظر التاج "عزه".

<<  <   >  >>