للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعَيُّوا. قال١

عَيُّوا, بأمرِهِمُ, كَما ... عَيَّتْ, بِبَيضتِها, الحَمامَهْ

ومن قال: حَيِيَ، أجراه مُجرى: رَضِيَ. فكما تقول: رَضُوا، تقول: حَيُوا. قال٢:

وكُنَّا حَسِبناهُم فَوارِسَ كَهمَسٍ ... حَيُوا, بَعدَ ما ماتُوا مِنَ الدَّهرِ أَعصُرا

فإن لم تكن متطرِّفة فلا يخلو أن يكون بعدها علامتا التثنية، أو علامتا الجمع، أو تاء التأنيث. فإن كان بعدها٣ علامتا التثنية أو علامتا الجمع لم يجز إِلَّا الإظهار. وذلك نحو٤: مُحْيِيانِ وحَيِيانِ٥ ومُحْيِيات. والسبب في ذلك أنَّ زيادتي الجمع إنَّما دخلت على الإفراد. فلمَّا كان المفرد لو لم يلحقه شيء لا يجوز فيه الإدغام؛ لأنَّ الحركة إعراب، حُملت التثنية والجمع عليه.

فإن كان بعدها٦ تاء التأنيث فلا يخلو أن تلحق التاء لفظ المفرد أو بناء الجمع. فإن لحقت بناء الجمع، نحو٧: حَياء وأَحيِية وعَيِيّ وأَعيِية، جاز الإظهار٨ والإدغام نحو: أَحِيَّة وأَعِيَّة فمن أدغم فلأنَّ الحركة بناء، ولم تدخل على بناء قد امتنع فيه الإدغام قبل لحاقها. ومن أظهر فلأنَّ هذه الياء هي التي تَسكن في: يَعيا ويَحيا.

والإدغام في أَعِيَّة أقوى منه في أَحِيَّة؛ لأنَّ الياء٩ في أَعيية تلزمها الحركة في الجمع والمفرد نحو: عَيِيّ. وأمَّا أَحيِية١٠ فالحركة تلزم في الجمع. وأمَّا في المفرد فلا تثبت الياء، بل تقول: حياء، فتنقلب الياء همزة لتطرُّفها بعد ألف زائدة.


١ عبيد بن الأبرص. ديوانه ص١٢٦ والكتاب٢: ٤٨٧ والمنصف ٢: ١٩١ وشرح الشافية ٣: ١١٤ وشرح شواهدها ص٣٥٦-٣٤٣ وديوان سلامة ص٢٤٨ و٣٠٣. وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن شرح القصائد التسع ص٦٤٣ للنحاس خلاف البصريين والفراء في إدغام نحو: عيّوا. انظر ص٢٦٤ من ابن عصفور والتصريف.
٢ الوليد بن حنيفة أبو حزابة الحنظلي, وينسب إلى مودود العنبري. الكتاب ٢: ٣٨٧ والمنصف ٢: ١٩٠ والأغاني ١٩: ١٥٧ وشرح الشافية ٣: ١١٦ وشرح شواهدها ص٣٦٣-٣٦٧ والصحاح واللسان والتاج "كهمس". وكهمس: اسم علم. قيل هو أبو حي من العرب. وقيل أحد الخوارج.
٣ م: فلا يخلو أن يكون بعدها.
٤ الكتاب ٢: ٣٨٨ والمنصف ٢: ١٩٣-١٩٤.
٥ ومثله في الكتاب. وضبط في المنصف بفتح الياء الأولى، على أنه مثنى "حَيا" المطر.
٦ م: بعد.
٧ الكتاب ٢: ٣٨٧ والمنصف ٢: ١٩٠-١٩٢.
٨ في م زيادة ونقص, وفي ف تقديم وتأخير.
٩ يريد: الياء الثانية.
١٠ م: أحياء.

<<  <   >  >>