للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاسم١ لفظ الحرف المُسمَّى بذلك الاسم، نحو: جيم ودال وياء وأمثال ذلك. فـ"الألف" اسم للهمزة، لوجود الهمزة في أوَّله. فأمَّا الألف التي هي مدَّة فلم يتمكَّن ذلك في اسمها؛ لأنها ساكنة ولا يُبتدأ بساكن، فسُمِّيت ألفًا باسم أقرب الحروف إليها في المخرج، وهو الهمزة.

وممّا يُبيِّن أيضًا أنَّها حرف، وليست من قبيل الضبط، أنَّ الضبط لا يُتصوَّر النطقُ به إِلَّا في حرف، والهمزة يُتصوَّر النطق بها وحدها كسائر الحروف. فدلَّ ذلك على أنها حرف.

وقد تبلغ الحروف خمسةً وثلاثين حرفًا بفروع حسنة تلحقها، يؤخذ بها في القرآن وفصيح الكلام. وهي: النون الخفيفة٢ -وهي النون [٦٢ب] الساكنة إذا كان بعدها حرف من الحروف التي تخفى معه- والهمزة المخفَّفة، وألف التفخيم، وألف الإمالة، والشين التي كالجيم نحو: أَجْدَق في أشْدَق، والصاد التي كالزاي في نحو مَصْدر. وسيُبيَّن بعدُ، إن شاء الله [تعالى] ٣.

وقد تبلغ ثلاثة وأربعين حرفًا بفروع غيرِ مُستحسنة، ولا مأخوذٍ بها في القرآن ولا في الشعر، ولا تكاد٤ توجد إِلَّا في لغة ضعيفة مرذولة. وهي:

الكاف التي كالجيم: وقد أخبر أبو بكر بن دريد٥ أنها لغة في اليمن، يقولون في كَمَل: جَمَل٦. وهي كثيرة في عوامِّ أهل بغداد.

والجيم التي كالكاف: وهي بمنزلة ذلك، فيقولون في "رَجُل": رَكُل، فيُقرِّبونها من الكاف.

والجيم [التي] ٧ كالشين: نحو: اشتَمَعوا وأَشدَر، يريدون٨: اجتَمَعُوا وأَجدَرُ.

والطاء التي كالتاء: نحو: "تالَ" تريد٩: طالَ. وهي تسمع من عجم أهل المشرق كثيرًا؛ لأن١٠ الطاء في أصل لغتهم معدومة. فإذا احتاجوا إلى النطق بها ضعف نطقهم بها.


١ أي: اسم الحرف.
٢ وهي الخفيَّة أيضًا. انظر شرح الشافية ٢: ٢٥٤-٢٥٥ وشرح المفصل ١٠: ١٢٦. وقد صحح على كل من: الخفيفة وهي والنون والساكنة وكان ومعه، في ف، ووضع فيها الحر ف "خ" على كل من: هي والنون وكان وحرف والحروف ومعه: إشارة إلى أن ذلك في نسخة أيضًا. وفي حاشية ف تفسير لذلك.
٣ من م. وقد ذكر ابن عصفور إبدال الزاي من الصاد في ص٢٧٢. ولن يذكر الصاد التي كالزاي.
٤ م: ولا يكاد.
٥ الجمهرة ١: ٥ وشرح المفصل ١٠: ١٢٧.
٦ في مطبوعة الجمهرة: مثل جَمَل إذا اضطروا إليه قالوا: كَمَل، بين الجيم والكاف.
٧ زيادة من الكتاب ٢: ٤٠٤ وسر الصناعة ١: ٥١ وشرح المفصل ١٠: ١٢٧.
٨ م: يريد.
٩ ف: في.
١٠ م: إِلَّا أن.

<<  <   >  >>