للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خَصَفَهْ"١ وباقي الحروف مجهورة.

والمجهور: حرف أُشبع الاعتماد٢ عليه في موضعه، فمنَع النَّفَس أن يجري معه حتَّى ينقضي الاعتماد٣. غير أنَّ الميم [٦٣أ] والنون، من جملة المجهورة، قد يُعتمد لهما في الفم والخياشيم، فتصير فيهما غُنَّةٌ.

والمهموس٤: حرف أُضعف الاعتماد عليه في موضعه، حتَّى جرى معه النَّفَسُ. واعتبار ذلك بأن تكرَّر الحرف وحده، أو بحرف اللِّين معه، نحو: سَسَس كَكَكَكَ سِيسِيسِي كِيكِيكِيكِي٥، فتجد النَّفَس يجري مع الحرف. ولو رُمتَ في المجهور لَما أمكنك.

وتنقسم أيضًا إلى شديد، ورِخْو، وبين الشِّدَّة والرَّخاوة. فالشديد ثمانية أحرف يجمعها "أَجِدُك قَطَبْتَ". والتي بين الشديدة والرِّخوة أيضًا ثمانية أحرف يجمعها "لم يَروِعَنَّا"٦. وباقي الحروف رِخو.

والشديد: حرف يمتنع٧ الصوت أن يجري فيه لانحصار الصوت؛ ألا ترى أنك لو قلت: الحقّْ والشطّ ْ٨، ثمَّ رُمت مدّ الصوت في القاف والطاء، لكان ممتنعًا؟

والرِّخو٩: هو الذي يجري فيه الصوت من غير ترديد١٠، لتجافي اللسان عن موضع الحرف؛ ألا ترى أنك تقول: المَسّْ والرَّشّْ والشُّحّْ ونحوَ ذلك، فتجد الصوت جاريًا مع السين والشين والحاء؟

والذي بين الشديدة والرِّخوة١١. هو الذي لا يجري الصوت في موضعه عند الوقف،


١ أي: ستتكدّى عليك خصفة. وهي امرأة. وفي حاشية ف: ويجمعها أيضًا: سكت فحثه شخص. ويجمع المجهور: ظلّ قند يضغم دزطًا وإذا بعج. انظر الارتشاف١: ١٠.
٢ م: للاعتماد.
٣ زاد في سر الصناعة: "ويجري الصوت". وزاد في الكتاب: "عليه، ويجري الصوت".
٤ علق أبو حيان بحاشية ف ما يلي: ابن الأنباري: سميت الحروف المهموسة مهموسة؛ لأنَّ الاعتماد يضعف في موضعها، فيجري النَّفَس قبل انقضاء الاعتماد، ويخرج صوت الصدر مهموسًا، أي خفيًّا.
٥ م: بأن تكرر نحو سسس كككك.
٦ م: لم يروَّعنا.
٧ م: "ممتنع". وفي الكتاب: يمنع.
٨ ف: البسط.
٩ علق أبو حيان بحاشية في ما يلي: ابن الأنباري: إنَّما سميت رخوة؛ لأنَّ الاعتماد يضعف في موضع الحرف، ولا يضغط ضغطًا يمنع الصوت من أن يخرج، فيخرج الحرف رِخوًا لذلك.
١٠ سقط "من غير ترديد" من م.
١١ م: الشديد والرخو.

<<  <   >  >>