للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القياس، لِما فيه من إذهاب التفشِّي الذي في الفاء.

ومن ذلك ما١ رُوي عن ابن كَثير من إدغام التاء التي في أوَّل [الفعل] ٢ المستقبل في تاء بعدها في أحرف كثيرة، منها ما فيه٣ قبلها متحرِّك، ومنها ما فيه٤ قبلها ساكن من حروف المدِّ واللِّين ومن٥ غيرها. فأمَّا ما قبله متحرِّك فنحو قوله: "فتَّفَرَّقَ بِكُم"٦ و"هِيَ تَّلَقَّفُ"٧. وأمَّا ما كان قبله ساكن من حروف المدِّ واللِّين فقوله تعالى٨: "ولا تَّيَمَّمُوا٩ الخَبِيثَ"١٠ و"لا تَّفَرَّقُوا"١١ و"لا تَّنازَعُوا"١٢. وأمَّا ما كان قبله ساكن من غير حروف المدِّ واللِّين فقوله تعالى: "فإِن تَّوَلَّوا"١٣ و"إذ تَّلَقَّونَهُ"١٤.

وقد تقَدَّمَ أنَّ سيبويه١٥ لا يجيز إسكان هذه التاء في "تَتَكلَّمون" ونحوه؛ لأنها إذا سُكِّنت احتيج لها ألف [٦٨أ] وصل، وألفُ الوصل لا تَلحق الفعل المضارع. فإذا اتَّصلت بما قبلها جاز؛ لأنه لا يُحتاج إلى همزة وصل. إِلَّا أنَّ مثل "فإِن١٦ تَّوَلَّوا" و"إذ تَّلَقَّونَهُ" لا يجوز عند البصريِّين، على حال، لِما في ذلك من الجمع بين الساكنين، وليس الساكن الأوَّل حرفَ مدٍّ ولِين.

ومن ذلك قراءة أبي عمرو: "والحَرْث ذّلِكَ"١٧ بإدغام الثاء١٨ في الذال وما قبلها ساكنٌ صحيح. ولكن يَتخرَّج على مثل ما تَقَدَّمَ من الإخفاء.


١ م: ومن ذلك قوله.
٢ من م.
٣ سقط من النسختين، وألحقه أبو حيان بحاشية ف.
٤ سقط من النسختين، وألحقه أبو حيان بحاشية ف.
٥ ينتهي ههنا الخط المغاير في م.
٦ الآية ١٥٣ من سورة الأنعام.
٧ الآية ١١٧ من سورة الأعراف والآية ٤٥ من سورة الشعراء.
٨ سقط "فقوله تعالى" من م.
٩ م: ولا تمموا.
١٠ الآية من ٢٦٧ من سورة البقرة.
١١ الآية ١٠٣ من سورة آل عمران والآية ١٣ من سورة الشورى.
١٢ الآية ٤٦ من سورة الأنفال.
١٣ الآيات: ٣٢ من سورة آل عمران و٥٧ من سورة هود و٥٤ من سورة النور.
١٤ الآية ٥ من سورة النور.
١٥ الكتاب ٢: ٤٢٦. ولم يتقدم ما ذكر. انظر ص٤٠٦.
١٦ في النسختين: إن.
١٧ الآية ١٤ من سورة الأنعام.
١٨ م: الثاني.

<<  <   >  >>