للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتقول في١ "فُعْلُول" من "طَوَيتُ": "طُوَوِيٌّ". والأصل "طُوْيُوْيٌ"، فقُلبت الواوان٢ ياءين لسكونهما وبعدهما الياء، وقُلبت الضَّمَّةُ التي كانت قبل الواو الأخيرة كسرةً لتصحَّ الياء، ولم تُقلب الضَّمَّةُ التي قبل الأُولى، لبُعدها عن الطَّرف؛ ألا ترى أنهم يقولون: عُصِيٌّ، فيقلبون ضمَّة الصاد كسرة؛ لأنها عين فهي تلي اللام فقربت بذلك من الطرف، ويقولون: لُيٌّ، في جمع أَلوَى، فلا يقلبون الضَّمَّة التي في اللام كسرةً؛ لأنها في فاء الكلمة فبعدت من٣ الطرف؟ ثمَّ أُدغمت الياء في الياء فصار "طُيِّيّ"٤ فاجتمع أربع ياءات، ففُعل به ما فُعل بـ"أُمَيِّيّ" حتى قلتَ "أُمَوِيٌّ"، من تحريك٥ الياء الساكنة الأُولى. فلمَّا٦ حُرِّكت عادت إلى أصلها وهو الواو؛ لأنها إنَّما كانت قُلبت لأجل الإدغام. فلمَّا زال الإدغام رجعت، وقُلبت الياء التي بعدها ألفًا، ثمَّ قُلبت واوًا على قياس النسب.


١ المنصف ٢: ٢٧٧-٢٧٨.
٢ م: الواوين.
٣ م: عن.
٤ في حاشية ف بخط أبي حيان أنَّ ابن مالك علَّق عليه بما يلي: "عجب من هذا الكلام. قد قال سيبويه في فُعلول من طويت: طِيِّيّ ... وكسرت الطاء كما كسرت تاء عُتِيّ، وصاد عُصِيّ، كراهية الضمِّ مع الياء. ثمَّ قال: وقد ضمَّ بعض العرب الأولَ. وذلك: قرنٌ ألوَى وقرونٌ لُيٌّ. ثمَّ قال: ومثل ذلك: رُيَّا ورُيَّة. حيث قلب الواو المبدلة من الهمزة. وقد قال بعضهم: رِيَّا ورِيَّة، بالكسر كما قالوا: لِيٌّ، بالكسر". انظر الكتاب ٢: ٣٩٣.
٥ ف: تحرّك.
٦ م: لما.

<<  <   >  >>