للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتقول في مثل مُحْمَرّ١ من الواو: "مُوَّوٍ"٢. وأصله "مُوْوَوِوٌ"، فأدغمتَ الواو الأُولى في الثانية، وقلبت الرابعة ياء لتطرُّفها وانكسار ما قبلها فصار "مُوَّوِيًا"٣.

فإن قال قائل: فهلَّا قلبتَ الواو الثالثة ألفًا لتحرُّكها وانفتاح ما قبلها. فالجواب أنَّ الذي منع من ذلك ما تَقَدَّمَ ذكره في التصريف، من أنَّ حرفَ العِلَّة إذا كان لامًَا ثمَّ ضُعِّف فإنَّ اللام الأُولى تجري مَجرى العين، والثانية مَجرى اللام. فكما أنَّ العين إذا كانت معتلَّة، [٧٢أ] واللامُ كذلك، جرت العين مَجرى الحرف الصحيح فلم تعتلَّ٤ فكذلك اللام الأُولى. ومن كره اجتماع ثلاث واوات أبدل الواو الثالثة٥ ياءً؛ لأنها أقرب إلى الطرف، فسَهُل تغييرها لذلك أكثرَ من تغيير غيرها، فيقول: "مُوَّيٍ"٦.ولا تُقلب الياء أيضًا ألفًا، لتحرُّكها وانفتاح ما قبلها، للعِلَّة التي تَقَدَّمَ ذكرها في الواو.

وتقول في مثل٧ جالَينُوس من أَيُّوب: "آوَيْبُوب". فأظهرت العين؛ لأنها في القياس واو؛ لأنَّ أيُّوب إذا٨ حُمِل على كلام العرب أشبه العَيُّوق فمثاله على هذا "فَيْعُول"، وهمزته٩ أصل من: آبَ يَؤوبُ. فلذلك لَمَّا بنيتَ منه مثل: جالينُوس أَظهرتَ الواو، لزوال موجب قلبها ياء١٠. وهو إدغام ياء "فَيعُول" الساكنة فيها.

قال أبو عليٍّ١١: ويجوز أن تكون العين ياء ساكنة كأنه من "أَيْب"، وإن لم تكن في كلام العرب كلمة من همزة وياء وباء؛ لأنه لا يُنكَر أن تأتي في كلام العجم لفظة١٢، ليس مثلها في اللغة العربيَّة. فإذا بنيتَ مثل: جالَينوس، على هذا، قلت: "آيَيْبُوب"١٣.


١ م: محمد.
٢ ف: "موّوّ". م: موّر.
٣ م: موَوّيًا.
٤ في النسختين: فلم يعتلّ.
٥ ف: الثانية.
٦ ف: "موّيٌ". وصوبت في الحاشية كما أثبتنا.
٧ المنصف ٣: ١٤٤. م: مثال.
٨ م: إذ.
٩ م: وهمزة.
١٠ م: واوًا.
١١ المنصف ٣: ١٤٤.
١٢ م: لفظ.
١٣ م: "آييوب". وفي حاشية ف عن نسخة أُخرى: "آييّوب" وعلَّق ابن مالك على ابن عصفور في حاشية ف بقوله: "كما ذكر الهمزة والواو كان ينبغي أن يذكر الياء والألف ويُكثر من الأمثلة كما فعل غيره لكنه ... ".

<<  <   >  >>