للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وزاد بعض النحويين في أبنية الخماسي "فعلل"١ نحو: صنبر٢. والصحيح أنه لم يجئ في أبنية كلامهم إِلَّا في الشعر. نحو قوله٣:

[بجفان تعتري نادينا ... من سديف] حين هاج الصِّنَّبِرْ٤

وهذا يجوز أن يكون لما سكَّن الراء للوقف كسر لالتقاء الساكنين٥. نحو قولهم: ضَرَبَتِهْ وقَتَلَتِهْ.

وزاد بعضهم أيضًا "فُعْلَلِلًا" نحو. هُندَلِع٦. ولم يحفظ منه غيره. وهذا عندي إنما ينبغي أن يحمل على أنه٧ "فُنْعَلِل"، والنون زائدة. ويحكم عليها بالزيادة، وإن لم تكن في موضع زيادتها؛ لأنه لم يتقرر "فُعْلَلِلٌ" في أبنية الخماسي. فيحكم من أجل ذلك على النون بالزيادة.

فإن قيل: ولم يثبت أيضًا من مزيد الرباعي "فُنْعَلِل". قيل له: هو على كل حال ليس له نظير، فدخوله في الباب الأوسع أولى -وهو المزيد- لأنَّ أبنية المزيد أكثر من أبنية المجرد من الزيادة.


١ م: فعلل.
٢ وفي حاشية ف أن الذي زاد هذا البناء هو الزبيدي.
٣ لطرفة بن العبد. ديوانه ص٨٠ والخصائص ٣: ٢٠٠. والجفان: جمع جفنة. وهي القصعة. وتعتري: تأتي. والسديف: قطع السنام. والصنبر: الريح الباردة في غيم.
٤ م: الصنِّبر.
٥ أنكر ابن جني مثل هذا التعليل، وافترض للكسر وجهًا آخر. انظر الكتاب ٢: ٢٨٣، ٢٧٤ والخصائص ٣: ٢٠٠، ٢٠١ و١: ٢٨١ و٢: ٢٥٤. وفي حاشية ف بخط أبي حيان: "هذا غلط. إنما استدراك هذا في مزيد الرباعي؛ لأنَّ الحرفين المضاعفين لا يمكن أن يكونا أصلين. وفي مزيد الرباعي استدركه الزبيدي. ومجيء ابن عصفور به في الأصول غلط". انظر الاستدراك على سيبويه ص٣٥.
٦ الهندلع: بقلة. وفي حاشية ف بخط أبي حيان أن ابن السراج جعله مما خرج على أوزان المجرد. فهو شاذ أو مزيد فيه أو محذوف منه أو أعجمي. انظر الأصول ٣: ١٨٦ والخصائص ٣: ٢٠٣.
٧ سقط من م.

<<  <   >  >>