للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى إِفْعِل: ولم يجئ إِلَّا اسمًا نحو: إِثْمِد١ وإِصبع.

وعلى أُفْعُل: ولم يجئ أيضًا إِلَّا اسمًا -وهو قليل- نحو: أُبلُم٢.

فأمَّا قولهم٣: شحمٌ أُمهُجٌ، أي: رقيق، فيمكن أن يكون محذوفًا من أُمْهُوج كأُسكوب؛ لأنه قد سُمِع ذلك فيه، ووُجِد٤ بخط أبي عليّ، عن الفرّاء٥: لبنٌ أُمهوجٌ. فيكون أُمْهُجٌ مقصورًا منه للضرورة، إذ لم يُسمع إِلَّا في الشعر؛ أنشد أبو زيد٦:

يُطعِمُها اللَّحم وشَحمًا أُمهُجا

وأيضًا فإن الأُمهُج اسم لدم القلب، فيكمن أن يكون قولهم "شُحمٌ أُمهُجٌ" مما وصف فيه بالاسم الجامد، لما فيه من معنى الصفاء والرقة، كما يوصف بالأسماء الضامنة لمعنى الأوصاف. ونحوٌ من ذلك ما أنشده أبو عثمانَ من قول الراجز٧:

مِئبَرة العُرقُوبِ إِشفَى الِمرفَقِ

فوصف بـ"إشفى" وهو اسم، لما فيه من معنى الحِدَّة. وقول الآخر٨:

فلولا الله والمُهرُ المُفَدَّى ... لأُبتَ وأنتَ غِربالُ الِإهابِ

كأنه قال: مُخرَّق الإهاب.

وعلى إِفْعَل: ولم يجئ إِلَّا اسمًا، نحو: إصْبَع وإِبْرَم٩.


١ الإثمد: حجر يكتحل به.
٢ الأبلم: خوص المقل.
٣ علق عليه أبو حيان في حاشية ف بما يلي: "قال ابن جني: المهجة: خالص النفس. ومنه قيل: لبن أمهجان وأمهج وماهج، للخالص. وقال هميان بن قحافة:
وعَرضُوا للجَلْسِ مَحضًا ماهجًا
أي: لبنًا خالصًا. ووجدت بخط أبي علي عن الفراء: لبن أُمهوج. وحكي عن أبي زيد: لبن أُمهج. وأُفعل في الصفات عزيز، قليل جدًّا". وانظر اللسان "مهج".
٤ انظر الخصائص ٣: ١٩٤، ١٩٥.
٥ هو أبو زكرياء يحيى بن زياد الديلمي، شيخ الكوفيين في عصره في النحو واللغة والتفسير. توفي سنة ٢٠٧. تاريخ بغداد ١٤: ١٥٢.
٦ في الخصائص ٣: ١٩٤.
٧ في الخصائص: ٢: ٢٢١ و١٩٥٣ والمخصص ١: ٨١ و١٥: ١٠٦. والمئبرة من الإبرة. والإشفى: مخرز الإسكاف، يهجو امرأة. وأبو عثمان هو بكر بن محمد المازني، نحوي لغوي توفي سنة ٢٤٩. بغية الوعاة ١: ٤٦٣.
٨ في الخصائص ٢: ٢٢١ و١٩٥ واللسان "غربل". ونسبه محقق كتاب الخصائص إلى حسان بن ثابت يخاطب الحارث بن هشام. انظر الوحشيات ص٨ والأغاني ١٧: ١١٦ و٢٠: ١٢٣ ومعجم الشعراء ص٢٧٠ والعينى٣: ١٤ والإهاب: الجلد.
٩ إبرم: اسم موضع.

<<  <   >  >>