للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

لانتفاء فرد مبهم، وانتفاؤه بانتفاء كل فرد.

وتارة يقع بمعنى الشمول، وحينئذ يتصف به اللفظ والمعنى جميعا اهـ

ما استغرق الصالح دفعة بلا … حصر من اللفظ كعشر مثلا

معناه أن العام هو اللفظ الذي يستغرق ما يصلح له دفعة من غير حصر.

فخرج بقولنا: اللفظ: ما ليس بلفظ، وسواء قلنا إن العموم من عوارض الألفاظ خاصة، أو من عوارض الألفاظ والمعاني جميعا، لما تقدم قريبا.

وقولنا: الذي يستغرق، أي: يتناول على وجه الإحاطة والاستيعاب.

وقولنا: ما يصلح له، يعني جميع أفراد معنى اللفظ الموضوع له، سواء كان حقيقة فيه أو مجازا، وجدت في الخارج أو لا.

ويحترز بالصالح، عن غير ما يصلح له، كمن في غير العقلاء ـ مثلا ـ فعدم تناوله له لا ينافي أنه عام، وعدم تناول " ما " للعقلاء، لا ينافي أنها عامة.

وقوله: دفعة، هو بفتح الدال: اسم للمرة، يحترز به عن النكرة في سياق الإثبات لا من حيث الآحاد، فإنها تستغرق ما تصلح له، لكن على سبيل البدل، فالنكرة المفردة تتناول كل فرد فرد على سبيل البدل، ولا تتناول أكثر من واحد في مرة، وكذلك المثناة مع كل اثنين اثنين، والمجموعة مع كل جمع جمع على الصحيح من الخلاف فيها.

وكذلك اسم العدد كعشرة ـ مثلا ـ فهي تتناول كل عشرة عشرة على سبيل البدل لا الاستغراق.

وخرج بقولنا: من غير حصر: النكرة المثناة من حيث الآحاد كرجلين، فهي دالة على أكثر من واحد دفعة، لكنه محصور من جهة دلالة اللفظ، وكذلك اسم العدد من حيث الآحاد أيضا، فعشرة ـ مثلا ـ مستغرقة لآحادها دفعة، لكن آحادها محصورة.

وبحث شهاب الدين عميرة ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ في خروج اسم العدد من جهة الآحاد، بأن اللفظ لا يصلح لكل جزء من مدلوله، فهو خارج بالصالح، قال: وإن أراد ـ أي: التاج السبكي رحمه الله سبحانه وتعالى ـ أنه يصلح للمجموع، فهذا لا يسمى استغراقا، فيخرج بالاستغراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>