للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

معناه أن الأمر بواحد مبهم، من أشياء معينة مختلفة، يقتضي وجوب واحد منها لا بعينه، للخروج به من عهدة الخطاب، لتحقق القدر المشترك بينها فيه، كالحال في الواجب الموسع بالنسبة للوقت، والكفائي بالنسبة للمكلفين.

وذهب قوم إلى أن إيجاب واحد مبهم من أشياء معينة، يقتضي إيجاب جميعها.

ورد بالإجماع على البراءة بفعل أي واحد منها، وعدم العقاب عند ترك الجميع، على ترك أكثر من واحد.

وما قيل في إيجاب واحد مبهم من أشياء معينة، يقال ـ أيضا ـ في ندب واحد مبهم من أشياء معينة، فهو يقتضي ندب واحد منها لا بعينه.

[فصل في ذي الكفاية]

سمي بذي الكفاية أو الكفائي، لكفاية البعض فيه، وسمي غيره بالعيني، لتوجه الخطاب فيه لكل عين ـ أي: ذات من المكلفين ـ أو لعين معينة.

ما طلب الشارع أن يحصلا … دون اعتبار ذات من قد فعلا

معناه أن ذا الكفاية هو ما طلب الشرع مجرد حصوله، من غير نظر إلى ذات فاعله، إلا تبعا للفعل ضرورة أنه لا يحصل دون فاعل، سواء كان دينيا، كتجهيز الميت، أو دنيويا، كالحرف المهمة.

وهْو مفضل على ذي العين … في زعم الاستاذ مع الجويني

معناه أن القيام بالواجب الكفائي، أفضل من القيام بالواجب العيني، عند الأستاذ أبي إسحاق الاسفرائيني، وأبي محمد الجويني، وكذلك ابنه إمام الحرمين ـ رحمهم الله سبحانه وتعالى ـ بحجة أنه يصان عن القيام به جميع المكلفين به عن الإثم، بخلاف العيني، ولكن الذي يقتضيه اهتمام الشرع بالعيني حيث وجه الخطاب به لكل مكلف، أنه آكد من الكفائي، ولذلك أشار الناظم ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ تبعا للتاج السبكي ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بعبارة الزعم.

مزه من العيني بأن قد حظلا … تكرير مصلحته إن فعلا

<<  <  ج: ص:  >  >>