للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في النشر: قوله: إنها أي: الصحة: الإذن، لعل مراده أنها موافقة الإذن اهـ

ومما يشكل في كلامه أيضا إخراج المكروه عن الفاسد.

وأشار ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بالبيت الأخير، إلى الاختلاف في نفي الإجزاء عن الشيء، أو نفي القبول، هل يستلزم عدم صحته، أو لا؟

بمعنى أنه إذا قيل في عبادة ـ مثلا ـ: إنها غير مجزئة، أو غير مقبولة، فهل ذلك مقتض لفسادها، أو يجوز أن تكون صحيحة.

وقد تقدم ذكر الاختلاف في القبول في قوله:

والصحة القبول فيها يدخل … وبعضهم للاستواء ينقل

ومنشأ الخلاف: ورود ما يشهد لكل من الأمرين، ولذلك قال البرماوي - رحمه الله سبحانه وتعالى-: إنه لا ترجيح لأحدهما على الآخر.

وتقدم ذكر ترادف إجزاء العبادة وصحتها، وهو الأبين، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله تعالى وسلم وبارك على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

[فصل في العام]

قال الشربيني - رحمه الله سبحانه وتعالى -: العموم يقع تارة في كلامهم بمعنى التناول، وإفادة اللفظ للشيء، وهذا أمر سببه الوضع، فالذي يوصف به على الحقيقة هو اللفظ. وتارة يقع بمعنى الكلية، وهي: كون الشيء إذا حصل في العقل، لم يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه، والموصوف بهذا هو المعنى.

والمراد بالعموم هنا: الأول، وإلا لخرج الجمع المعرف، إذ لا شيء فيه شركة، وكذلك اسم الجمع، لأن آحادهما أجزاء، لعدم صدق كل منهما على كل واحد، كيف ولولا اعتبار الوضع في العموم، لما أفادته النكرة المنفية، إذ معناها واحد لا بعينه، وهي مع النافي موضوعة بالوضع النوعي للاستغراق الشمولي، الذي معناه كل فرد بشرط الاجتماع، لأن التركيب

<<  <  ج: ص:  >  >>