للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

العنب على الخصوص، وينظر في وجوده في الفرع، على الشروط والتفاصيل المعلومة في قياس التمثيل، وهذا هو المراد بقوله ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ:

وفرعه المبني خفة الكلف … في ما بجامع يقيسه السلف

والمعنى أن من يثبت اللغة بالقياس، تخف عليه الكلفة والمؤنة، إذا كان حكم المسمى الأول منصوصا، إذ يرى تناول نص المسمى الأول، للمسمى الثاني، ومن لا تثبت عنده بالقياس، يحتاج إلى تطلب دليل على حكم المسمى الثاني.

والجامع: العلة.

[فصل في الاشتقاق]

والاشتقاق ردك اللفظ إلى … لفظ ........................

معناه أن الاشتقاق هو رد لفظ إلى لفظ، والمراد برده إليه، الحكم بتفرعه عنه، لما بينهما من المناسبة في الحروف الأصلية والمعنى.

وذلك كاشتقاق الضحية من الضحى الذي هو الوقت المأمور بذبحها فيه.

وهذا تعريف له بحكم الناظر في ذلك به، وإلا فهو مجرد تفرعه عنه، نظر فيه أو لم ينظر، وهو كتعريف التخصيص، بأنه قصر العام على بعض أفراده لحجة، ونحوه كثير.

والاشتقاق ثلاثة أنواع: صغير، وكبير، وأكبر.

والأول هو المبوب له، وهو المقصود عند الإطلاق، وأما الآخران فإنما يذكران استطرادا وتتميما للفائدة.

وقد جاءت بالاشتقاق الأحاديث الصحيحة، من ذلك ما جاء من اشتقاق اسم الرحم الحديث المعروف، (١) وما جاء من أنهم سألوا النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عن العقيقة، فكره ذلك وقال: " لا يحب الله سبحانه وتعالى العقوق، من وُلد له ولد فأحب أن


(١) عن عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ـ يقول: " قال الله سبحانه وتعالى: أنا الرحمن، وهي الرحم، شققت لها اسما من اسمي، من وصلها وصلته، ومن قطعها بتته " رواه أبو داود، والترمذي، والإمام أحمد، وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>