ينسك عنه فلينسك، عن الغلام شاتان مكافأتان، وعن الجارية شاة " (١) ولا يختص الاشتقاق بالحقيقة، بل يجري في الحقيقة والمجاز معا، كما أشار إليه ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بقوله:
وأطلق في الذي تأصلا
يعني أن الأصل المشتق منه كما يكون حقيقة، يكون مجازا، ومثلوا لذلك بقولك: الحال ناطقة بكذا، أي: دالة عليه، فهو مشتق من النطق بمعنى الدلالة، وهو مجاز، فالنطق حقيقة التكلم.
وفي المعاني والأصول اشترطا … تناسبا بينهما منضبطا
معناه أنه يشترط في الاشتقاق، التناسب بين المشتق والمشتق منه، في المعنى، والحروف الأصلية.
والمراد بالتناسب في الحروف الأصلية: أن تكون موجودة بتمامها في المشتق، بنفس الترتيب الذي هي عليه في المشتق منه.
والمحذوف لعارض يعتبر كالموجود، سواء حذف من المشتق منه الذي هو المصدر كعدة، أو من المشتق، كيعد، وعِدْ ـ بصيغة الأمر ـ كما أشار إليه ابن مالك ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بقوله:
فا أمر أو مضارع من كوعد … إحذف، وفي كزنة ذاك اطرد
وذلك كالضارب والضرب.
فخرج بالتناسب في المعنى، ما اتفق معناه كعدة ووعد، ومقتل وقتل، على أن مقتلا مصدر لا اسم مصدر.
وجعل من هذا القبيل بعضهم العدل، كعمر وعامر.
وخرج ما اختلف معناه، كالفحم لمحروق الحطب، مع فحم صاحبه إذا أسكته.
وخرج بالتناسب في الحروف الأصلية، ما اتفق معناه واختلفت حروفه، كالمترادف،
(١) رواه أبو داود، والنسائي، والإمام أحمد، وهو حديث حسن.