للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

مكان كذا.

ومنها كذلك: المفعول له، فهو مقتض تخصيص الفعل بتلك العلة، وكذلك المفعول معه، فهو مقتض اختصاص الفعل بالمعية، انظر الإرشاد.

[فصل في المخصص المنفصل]

وسم مستقله منفصلا … للحس والعقل نماه الفضلا

المخصص المنفصل هو: ما يستقل بنفسه عن العام، بحيث لا يفتقر إلى ذكر العام معه، وهو نوعان: لفظي وغيره، وقدم غير اللفظي لقلته، وهو الحس والعقل.

والمراد بالتخصيص بالحس: أن يشهد الحس بخروج بعض أفراد العام عن حكمه، وذلك كقوله سبحانه وتعالى جل من قائل: (تجبى إليه ثمرات كل شيء) فالحس يدرك ضرورة خروج بعض أفراد الثمرات.

وجعله الزركشي ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ من العام الذي أريد به الخصوص، لا من العام المخصوص.

والمراد بالتخصيص بالعقل أيضا: اقتضاؤه خروج بعض أفراد العام عن حكمه، كقوله سبحانه وتعالى جل من قائل: (الله خالق كل شيء) فالعقل قاض بعدم تناول العموم له ـ سبحانه وتعالى ـ لاستحالة ذلك.

ونفى قوم كون ذلك تخصيصا، إذ لو كان تخصيصا لصحت إرادة العموم، وما اقتضى العقل خروجه لا يراد من اللفظ لغة.

وخصص الكتاب والحديث به … أو بالحديث مطلقا فلتنتبه

معناه أن الكتاب يخصص بالكتاب وبالسنة، والسنة تخصص أيضا بالكتاب وبالسنة، وخالف في تخصيص الكتاب بالكتاب بعض الظاهرية، وقالوا التخصيص بيان، ولا يكون إلا بالسنة، لقوله سبحانه وتعالى جل من قائل: (لتبين للناس ما نزل إليهم).

وأجيب بأن ذلك لا يستلزم اختصاص البيان بالسنة، فقد قال سبحانه وتعالى جل من قائل: (وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء).

ومثال تخصيص الكتاب بالكتاب: قوله سبحانه وتعالى جل من قائل: (والمطلقات

<<  <  ج: ص:  >  >>