الموضعين لتحقيق العموم وتوكيده، وليست مخصصة للعموم، وإلى هذا أشار ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بالبيت الثاني.
والمراد بالعموم في الآية، استغراق أبعاض مسمى اليلة، لا العموم المصطلح عليه.
ولا فرق في التخصيص بالغاية بين تأخرها، كالمثال المذكور، وبين تقدمها، نحو: إلى أن يفسق أولادي، وقفت بستاني عليهم، وعلى أولادهم.
وإذا وقعت الغاية بعد متعاطفات، كانت عائدة إلى جميعها، ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك، كغيرها من المخصصات، خلافا لمن جعلها عائدة إلى ما يليها خاصة، وإلى هذا أشار ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بالبيت الثالث.
وبدل البعض من الكل يفي … مخصصا لدى أناس فاعرفِ
معناه أن من المخصص المتصل كذلك: بدل البعض من الكل، كقوله سبحانه وتعالى جل من قائل:(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا).
ولم يعده الأكثرون، لأن المبدل منه في نية الطرح، قال البناني ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ: فيه أن معنى كونه في نية الطرح، أنه غير معتمد عليه، لا أنه لا يذكر.
ونحوه في الإرشاد ونصه:
الذي عليه المحققون ـ كالزمخشري ـ أن المبدل منه في غير بدل الغلط ليس في حكم المهدر، بل هو للتمهيد والتوطئة، وليفاد بمجموعهما فضل تأكيد وتبيين لا يكون في الإفراد، قال السيرافي: زعم النحوييون أنه في حكم تنحية الأول، وهو المبدل منه، ولا يريدون إلغاءه، وإنما مرادهم أن البدل قائم بنفسه، وليس تبيينه الأول كتبيين النعت الذي هو من تمام المنعوت، وهو معه كالشيء الواحد اهـ
واختار في الحلي أنه من قبيل العام المراد به الخصوص، وقد علمت أن ذلك هو مذهب الجمهور في كل عام خصص بمتتصل لكن ذلك أبين هنا والله سبحانه وتعالى أعلم.
وفي معنى بدل البعض، بدل الاشتمال، كقوله سبحانه وتعالى جل من قائل:(يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه) والله سبحانه وتعالى أعلم.
ومن المخصصات المتصلة كذلك: الظرف، والجار والمجرور، نحو: أكرم زيدا اليوم، أو في