ووجهه: أن ذلك ليس تعليقا للطلاق على شرطين، بل على شرط واحد، ولكن اشترط في سببيته أمر آخر، فتتوقف سببيته عليه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
ومنه في الإخراج والعودِ يُرى … كالشرط قل وصف وإن قبلُ جرى
معناه أن من المخصص المتصل أيضا: الصفة، وهي كالشرط في جواز إخراج الأكثر بها، وفي عودها إلى جميع ما تعاطف قبلها، سواء تأخرت، نحو: وقفت هذا على أولادي وأولادهم المحتاجين، أو تقدمت، نحو: وقفت هذا على محتاجي أولادي وأولادهم.
وإن توسطت نحو: وقفت على أولادي المحتاجين وأولادهم فقال السبكي ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ في الجمع: المختار اختصاصها بما وليته، قال المحلي ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ: ويحتمل أن يقال تعود إلى ما وليها أيضا.
وذكر العبادي ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ أنه لا فرق في ذلك بين الصفة وغيرها، وإليه أشار الشيخ ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بقوله:
وحيث ما مخصص توسطا … خصصه بما يلي من ضبطا
ولا يخفى أن المراد بالصفة: الصفة التي لم يمنع من اعتبار مفهومها مانع، وكذا في بقية المذكورات.
ومنه غاية عموم يشمل … لو كان تصريح بها لا يحصل
وما لتحقيق العموم فَدَعِ … نحوُ سلام هي حتى مطلع
وهْي لما قبلُ خلا تعود … وكونها لما تلي بعيد
معناه أن من المخصص المتصل كذلك: الغاية، والمراد: الغاية التي يتناول العموم ما بعدها لو لم يؤت بها، كقوله سبحانه وتعالى جل من قائل: (حتى يعطوا الجزية) فإن هذه الغاية لو لم ترد، لكنا مأمورين بقتال المشركين وإن أعطوا الجزية، وهذا هو المراد بأول الأبيات.
بخلاف نحو: قوله سبحانه وتعالى جل من قائل: (سلام هي حتى مطلع الفجر) إذ طلوع الفجر ليس من اليلة.
وبخلاف نحو: ما لو قيل سلام هي إلى آخرها، إذ لا إخراج أصلا، فالغاية في