ومنه المشترك في ما لا يمكن اجتماعه، عند التجرد عن القرائن المعيِّنة للمقصود، ومثل لذلك بالقرء، فهو مشترك في الطهر والحيض، وقد حمله على كل من المعنيين في آية العدة جماعة من أهل العلم.
وقول الشيخ ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ: في منع اجتماع، يحترز به عن المشترك الذي تقدم ذكر الاختلاف فيه في فصل المشترك، وأنه عام عند الشافعية، والله سبحانه وتعالى أعلم.
[فصل في البيان]
البيان اسم مصدر بيَّن إذا أظهر، قال البناني: قال العضد ـ رحمهما الله سبحانه وتعالى ـ: البيان يطلق على فعل المبين، وهو التبيين، كالسلام والكلام للتسليم والتكليم، واشتقاقه من بان إذا ظهر وانفصل، وعلى ما حصل به التبيين، وهو الدليل، وعلى متعلق التبيين ومحله، وهو المدلول، وبالنظر إلى المعاني الثلاثة اختلف تفسير العلماء له، فقال الصيرفي ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بالنظر إلى الأول: هو الإخراج من حيز الإشكال، إلى حيز التجلي والوضوح اهـ
وهذا هو ما عقده الشيخ ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بقوله:
تصيير مشكل من الجلي ...........................
وقال أبو حامد الغزالي ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ: هذا الحد لفرع من البيان، وهو بيان المجمل خاصة، والبيان يكون فيه وفي غيره اهـ
وقال القاضي أبو بكر، وإمام الحرمين، والغزالي، والآمدي، والإمام الرازي ـ رحمهم الله سبحانه وتعالى ـ والأكثرون ـ نظرا إلى الثاني ـ: إنه الدليل.
وقال أبو عبد الله البصري ـ نظرا إلى الثالث ـ: هو العلم عن الدليل.
وهُو واجب على النبي
إذا أريد فهمه ......... .......................
معناه أن البيان واجب على النبي ـ صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ـ على امتناع