للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسيدي عمر الفاسي ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ ذكره في نشر البنود مستهل مسألة القوادح.

والشريف الحسيني: سيدي عبد الله بن مولاي إدريس ـ رحمهما الله سبحانه وتعالى ـ ذكره في نيل النجاح.

كان من خاصة السلطان سيدي محمد الثالث بن عبد الله بن إسماعيل ـ رحمهما الله سبحانه وتعالى ـ.

رحل إلى الحج من هناك مع ابن الأمير: مولاي اليزيد ـ رحمهما الله سبحانه وتعالى ـ ودخل في رحلته الأزهر الشريف، كما في شرحه لرشد الغافل.

ومر في رجوعه بتلمسان، كما في شرحه لنظم الأربعين سادة.

كان رجوعه إلى بلاد شنقيط عام ١١٩٠ هـ كما في حوليات تججكه، وعمره يومئذ ثمانية وثلاثون سنة، وعاش بعد ذلك نحو اثنين وأربعين عاما، تخرج به فيها خلائق لا يحصون من أهل العلم والصلاح الظاهر، ورفعت إليه النوازل من البلاد البعيدة، وأذعن لإمامته في العلم، والتربية، والفتوى عامة أهل قطره، برهم وفاجرهم، وقصته مع جدنا مولاي الولي الشهير، والعالم الكبير، ذي البركات الظاهرة، والخوارق الباهرة، مولاي الشريف: سيدي أحمد الولي (١) بن مولاي إدريس العلَمي ـ رحمهما الله سبحانه وتعالى ـ قصة عجيبة،


(١) ترجم له الأستاذ الباحث المبرز في التاريخ وأصول الفقه الشيخ محمد يحيى بن احريمو فقال: الشريف أحمد بن مولاي إدريس العلَمي، الحسني، الإدريسي، صالح وعالم مشهورمن أسرة من الشرفاء " العَلَميين " أبناء سيدي عبد السلام بن مشيش ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ.
ولد ونشأ في نواحي فاس بالمغرب، ثم انتقل إلى موريتانيا بعد سياحة وجولان في الأرض.
إلى أن قال: لا تسعفنا المصادر المكتوبة بمعلومات كبيرة عن هذه الشخصية العلمية والصوفية الهامة، غير أنها تتفق على بلوغه الغاية في العلم والصلاح والعبادة، فقد سلم له علماء عصره، واعترفوا بتبريزه.
وقد ورد ذكره ضمن تلامذة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ وهو أمر وارد بحكم العلاقة الوطيدة التي جمعته به.
وقد تتلمذ للشريف أحمد الولي ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بعض العلماء من أشهرهم: الطالب أعمر بن علي السِّيدْ الطلابي، ومحمد المختار بن أيدَّ الجكني، والعلامة الجليل أحمد الصغير بن حمى الله التشيتي (ت ١٢٧٢ هـ) فقد ذكر ابنه محمدو في ترجمته أنه لازم الشريف أحمد الولي مدة، وانتفع به وتربى على يديه، كما تشير بعض المصادر إلى لقاء عابر جمعه مع الشيخ محمد فاضل بن مامين في صغره ـ رحمهم الله سبحانه وتعالى أجمعين ـ.
إلى أن قال: توفي الشريف أحمد الولي ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ سنة ١٢٦٧ هـ كما في حوليات تشيت اهـ
إلى أن قال: أما أبناء الشريف أحمد الولي ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ فهم: الطيب، ومولاي، وعبد القادر، والحضرمي، ورقية، وفاطمة، ولاله، وعائشة ـ رحمة الله تعالى عليهم أجمعين.
ولقاء الشيخ محمد فاضل به ـ رحمهما الله سبحانه وتعالى ـ الذي أشار إليه، ذكره الشيخ ما العينين ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ في فاتق الرتق، ونصه: يحكى أن أبانا الشيخ محمد فاضل بن مامين ـ رضي الله سبحانه وتعالى عنه ـ كان يلعب مع الصبيان، وهو في غاية الصبية، إذ رأوا جملا من بعد، وعليه رجل عليه عمامة، وحوله الناس، ما بين مشيع وسائر معه، فقال شيخنا: من هذا؟ فقالوا له: ذلك سيدي أحمد الولي الشريف، الذي له من المزايا كذا وكذا، فجعل يعدو بأثره حتى وصله، فلما وصله نظر إليه الشريف، وأمسك الجمل عن السير بعد أن رأى الناس يقبلون شيخنا، ويقولون: مرحبا مرحبا، فقال له شيخنا: أيها الشريف: إني جئت زائرك، وأريد أن تدعو الله ـ سبحانه وتعالى ـ لي بخير، فقال لهم الشريف: من هذا الصبي الذي قول هذا؟ فقالوا له: ذلك ابن مامين فلان، فقال لهم: ارفعوه لي، فرفعوه له، فوضعه على فخذيه، بينه مع قربوس راحلته، وجعل يقبله، ويمسح يده على رأسه، فقال له: أتريد أن أدعو لك بالعلم الظاهر، أو بالعلم الباطن؟ فقال له شيخنا: أريد أن تدعو لي بهما، فقال له: إن كنت تريد العلم الظاهر فتعلم هذا البيت
فمن لم يذق ذل التعلم ساعة … تجرع كأس الجهل طول حياته
وحكاه عليه حتى حفظه، وإن كنت تطلب العلم الباطن فتعلم هذا البيت
وقدم فتوحا إذ عليه مدارها … فإن طريق الشيخ بذل العطيه
فتعلم شيخنا البيتين، وعمل بهما ما شاء الله ـ سبحانه وتعالى ـ حتى أعطاه الله ـ سبحانه وتعالى ـ ما أعطاه بالتمام، وله الحمد والشكر على ما أولاه من بين الأنام اهـ

<<  <  ج: ص:  >  >>