للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

من لطف ربنا بنا تعالى … توسيعه في نطقنا المجالا

واللطف في اللغة: الرفق، والمراد هنا إيصال الإحسان، أو إرادته، والمجال: محل الجولان، وهو الطواف.

وما من الألفاظ للمعنى وضع … قل لغة بالنقل يدري من سمع

معناه أن اللغة هي: الألفاظ الموضوعة للمعاني.

فخرجت الدلالة العقلية، كدلالة اللفظ على لافظ.

والدلالة العادية، كدلالة الأنين على الوجع، والضحك على التعجب.

والألفاظ: جمع لفظ، والوضع هو جعل اللفظ اسما لمعنى، كالسماء لمعناها المعروف.

وإطلاق المتكلم اللفظ بإرادة المعنى كذا منه، يسمى استعمالا.

وفهم السامع إرادة المتكلم المعنى كذا باللفظ كذا، يسمى حملا.

فالوضع سابق، والحمل لاحق، والاستعمال متوسط.

والمعاني: جمع معنى، والمعنى مفعل من عَنى إذا قصد، فالمعنى هو المراد والمقصود من اللفظ.

وقول الشيخ ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ: بالنقل يدري من سمع، معناه أن اللغة إنما تثبت بالنقل عن العرب، تواترا في أكثرها، كالسماء والأرض لمعنييهما المعروفين، وآحادا في بعضها، كالغضنفر في الأسد.

وقيل: إنها متواترة كلها، لأن أئمة اللسان في كل عصر أعداد يستحيل تواترها ـ عادة ـ على الكذب، وهو غير بين، فإن الأئمة وإن كانوا كذلك، إلا أن كثيرا من الكلمات لم يتفق على معناه من يحصل بخبره العلم.

وتثبت اللغة أيضا باستنباط العقل من النقل، قال في النشر: الجمع المعرف بأل يصح الاستثناء منه، وكل ما يصح الاستثناء منه بإلا وأخواتها مما لا حصر فيه، عام، فيستنبط العقل أن الجمع المعرف عام، إلى أن قال: واحترز بما لا حصر فيه، عن العدد، فإنه يصح الاستثناء منه، نحو له علي ستة إلا ثلاثة، وليست عامة.

وسيأتي الخلاف في ثبوتها بالقياس.

<<  <  ج: ص:  >  >>