للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- الأخطل [١]

حدثنى أبو عبد الله الحكيمى، قال: حدثنا محمد بن موسى البربرى، قال حدثنا محمد بن سلام «١» عن أبى العقّار السدوسى، قال: قدم الأخطل الكوفة؛ وحدثنى إبراهيم بن شهاب، قال: حدثنا الفضل بن الحباب، عن محمد بن سلام، قال:

حدثنى يونس وعامر بن مالك وأبو الغرّاف، فألّفت ما قالوا، قالوا: قدم الأخطل الكوفة، فأتى الغضبان بن القبعثرى «٢» الشيبانى- وهو يومئذ سيّد بكر بن وائل- فسأله فى حمالة وكان سؤلة- مثال فعلة- فقال: إن شئت أعطيتك ألفين، وإن شئت أعطيتك درهمين.

قال: وما بال الألفين؟ وما بال الدّرهمين؟ قال: إن أعطيتك ألفين لم يعطكها كبير أحد، وإن أعطيتك درهمين لم يبق بالكوفة أحد «٣» من ربيعة إلا أعطاك درهمين، ونكتب لك إلى إخواننا بالبصرة فيجمعون لك درهمين درهمين، فتبلغ حاجتك، وتخفّ عليهم المؤنة، ولا تبهظهم، ويكثر لك النّيل.

قال: فهذه. قال: نقسمها إلى أن ترجع إلينا من البصرة.

وكتب له إلى سويد بن منجوف «٤» السدوسى- وهو زعيم بكر بن وائل بالبصرة- فأتى سويدا بالكتاب وأخبره بحاجته، فقام سويد وأقبل على قومه فقال: هذا أبو مالك قد جاءكم يسأل فى حمالة، وهو أهل أن نقضى حاجته، وهو الذى يقول «٥» :


[١] هو غياث بن غوث، من بنى تغلب، ويكنى أبا مالك. وكانت بينه وبين جرير مناقضات. وجعله ابن سلام من الطبقة الأولى من فحول الإسلام.
وارجع فى ترجمته إلى طبقات ابن سلام ٣٨٦، والشعر والشعراء ٤٥٥، وخزانة الأدب ١- ٧٨.
والأغانى ٨- ٣١٠.

<<  <   >  >>