للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نصفا؟ قال: أعرف له اثنتين، وكنت أروى نصفا من التى على القاف فطوّلوها. ثم قال: كان ولده يزيدون فى شعره حتى أفسدوه.

قال أبو حاتم: وطلب إسحاق بن العباس الهاشمى من الأصمعى رجز الأغلب، فطلبه منى فأعرته إياه، فأخرج منه نحوا من عشرين قصيدة. فقلت للأصمعى: ألم تزعم أنك لم تعرف إلا اثنتين ونصفا؟ قال: بلى؛ ولكن انتقيت ما أعرف، فإن لم يكن له فهو لغيره ممن هو ثبت أوثقة. قال أبو حاتم: وكان الأصمعى من أروى الناس للرجز. قال الأصمعى: وقال خلف أيضا: أعيانى شعر الأغلب. قال خلف: وكان من ولده إنسان يصدق فى الحديث والروايات، ويكذب عليه فى شعره.

٢٥- أبو النجم العجلى [١]

أخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا أبو حاتم، قال: رأيت الأصمعى يستجيد بعض رجز أبى النجم، ويضعف بعضا، لأن له رديئا كثيرا. قال: وقال لى مرة فى شىء:

لا يعجبنى شاعر اسمه الفضل بن قدامة- يعنى أبا النجم العجلى.

أخبرنى محمد بن أبى الأزهر، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوى، قال: حدثت فى إسناد متصل أنّ أبا النجم أنشد هشاما «٣٧» :

والشمس قد صارت كعين الأحول

وذهب عنه الرّوىّ فى الفكر فى عين هشام؛ فأغضبه، فأمر به فطرد.

أخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا أبو عثمان الأشناندانى، قال: أخبرنا التوّزى، عن


[١] هو الفضل- أو المفضل- بن قدامة. وكان ينزل بسواد الكوفة فى موضع يقال له الفرك، أقطعه إياه
هشام بن عبد الملك. وأرجوزته: ... الحمد لله الوهوب المجزل
هى أجود أرجوزة للعرب. وكان من أحسن الناس إنشادا.
وترجمته فى الشعر والشعراء ٥٨٤، والخزانة ١- ٤٨، والأغانى ٩- ١٥٠ وطبقات ابن سلام ٥٧٦.

<<  <   >  >>