عرب نرى لله فى أموالنا ... حقّ الزكاة منزّلا تنزيلا
فقال له عبد الملك: ليس هذا شعرا، هذا شرح إسلام، وقراءة آية.
حدثنى أبو عبد الله الحكيمى، قال: حدثنى يموت بن المزرّع، قال: حدثنى محمد بن حميد، عن عمه؛ وحدثنى عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا المبرد؛ قالا: لما أنشد الراعى عبد الملك بن مروان [٧٦] قصيدته التى شكا فيها السّعاة فبلغ قوله «٣» :
وتركت قومى يقسمون أمورهم ... أإليك أم يتلبّثون «٤» قليلا
قال عبد الملك: يتلبثون قليلا رحمك الله! حدثنى محمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن يحيى النحوى، عن ابن الأعرابى، قال: قال عمارة بن عقيل: قال عم عبيد الراعى [للراعى]«٥» : أيّنا أشعر أنا أم أنت؟ قال: بل أنا يا عم. فغضب وقال: بم ذاك؟ قال: بأنك تقول البيت وابن أخيه وأقول البيت وأخاه.
أخبرنى أبو القاسم يوسف بن يحيى بن على المنجم، عن أبيه، قال: كان أبو عمرو بن العلاء يقول: أبو حيّة النميرى أشعر فى عظم الشعر من الراعى.
[١] الراعى هو الحصين بن معاوية. من بنى نمير، وولده وأهل بيته بالبادية سادة أشراف. ويقال هو عبيد بن حصين. وهجاه جرير لأنه اتهمه بالميل إلى الفرزدق. وفى ألقاب الشعراء ٣١٤: سمى راعيا لقوله أبياتا يصف فيها راعيا. وهو شاعر فحل من الشعراء الإسلاميين. ذكره الجمحى فى الطبقة الأولى من الشعراء الإسلاميين. وعمه هو أبو حية النميرى. وسيأتى للمؤلف كلام فيه. وارجع إلى ترجمته فى الشعر والشعراء ٣٧٧، والخزانة ٣- ١٣٠، والأغانى ٢٠- ١٦٨، وأمالى المرتضى (١- ٣٢٢) .