للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦- بشر بن أبى خازم الأسدى [١]

كتب إلىّ أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبّة، عن أبى عبيدة، حدثنى علىّ بن عبد الرحمن، قال: أخبرنى يحيى بن على بن يحيى المنجّم، عن أبيه، قال: حدثنى إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنى أبو عبيدة، وأخبرنى محمد بن العباس، قال: حدثنا الحسن بن على المهرى، قال: حدثنا ابن عائشة، قال: قيل لأبى عمرو بن العلاء: هل أقوى أحد من فحول شعراء الجاهلية كما أقوى النابغة؟ قال: نعم، بشر بن أبى خازم؛ قال «١٣» :

ألم تر أنّ طول الدّهر يسلى ... وينسى مثل ما نسيت جذام

وكانوا قومنا فبغوا علينا ... فسقناهم إلى البلد الشآمى

وزاد أبو عبيدة فى حديثه، فقال له أخوه سمير «١٤» : أكفأت وأسأت. قال: وما ذاك؟

قال: قلت:

كما نسيت جذام

، ثم قلت:

إلى البلد الشآمى

فقال: قد تبّينت خطى، ولست بعائد.

وأخبرنى أبو محمد عبد الله بن مالك النحوى، قال: أخبرنا حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلى، عن أبيه، عن أبى عبيدة، قال: حدثنى أبو عمرو بن العلاء، قال: فحلان من الشعراء كانا يقويان: النابغة، وبشر بن أبى خازم؛ فأما النابغة فدخل يثرب فغنّى بشعره


[١] هو من بنى أسد، وهو جاهلى قديم، وكان يهجو فى أول أمره أوس بن حارثة بن لأم الطائى، فأسرته بنو نيهان من طيئ، فركب أوس إليهم فاستوهبه منهم، وكان قد نذر ليحرقنه إن قدر عليه، فقالت له أمه سعدى:
لا يمحو ما قال غير لسانه، ففعل، وجعل بشر مكان كل قصيدة هجاء قصيدة مدح له: المفضليات ٢- ١٢٩.

<<  <   >  >>