للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٠- الشماخ بن ضرار [١]

أخبرنى محمد بن أبى الأزهر، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوى، قال: قد عاب بعضهم قول الشماخ «٥٧» :

إذا بلّغتنى، وحملت رحلى، ... عرابة فاشرقى بدم الوتين «٥٨»

وقال: كان ينبغى أن ينظر لها مع استغنائه عنها؛ فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم للأنصارية المأسورة بمكة، وقد نجت على ناقة له، فقالت: يا رسول الله، إنى نذرت إن نجوت عليها أن أنحرها [٣٠] فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: لبئس ما جزيتها.

قال: ومما لم يعب فى هذا المعنى قول عبد الله بن رواحة الأنصارىّ لمّا أمّره رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعد زيد وجعفر فى جيش مؤتة «٥٩» :

إذا بلغتنى وحملت رحلى ... مسيرة أربع بعد الحساء «٦٠»

فشأنك فانعمى وخلاك ذمّ ... فلا أرجع إلى أهلى «٦١» ورائى

الحساء: جمع حسى، وهو موضع رمل تحته صلابة، فإذا أمطرت السماء على ذلك الرمل نزل الماء، فمنعته الصلابة أن يغيض، ومنعت الأرض «٦٢» السماء أن تنشفه، فإذا بحث ذلك الرمل أصيب الماء؛ يقال حسى وأحساء وحساء.

وقوله:


[١] الشماخ لقب، واسمه معقل، وقيل الهيثم، وجعله ابن سلام فى الطبقة الثالثة من شعراء الجاهلية.
أدرك الإسلام فأسلم، وحسن إسلامه، وقال المرزبانى: إنه توفى فى زمن عثمان. وشهد القادسية. (الإصابة ٢- ١٥١) . وارجع فى ترجمته إلى ابن سلام (١١٠) ، والشعر والشعراء (٢٧٤) ، والأغانى (٩- ١٦٨) .
وديوانه ١١٩- ١٢٠.

<<  <   >  >>