للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- كثير بن عبد الرحمن [١]

حدثنى إبراهيم بن شهاب، قال: حدثنا الفضل بن الحباب، عن محمد بن سلام، قال: تعلّق الناس على كثيّر بقوله «١» :

فإنّ أمير المؤمنين هو الذى ... غزا كامنات الصّدر منى فنالها

وقوله «٢» :

ترى ابن أبى العاص وقد صفّ «٣» دونه ... ثمانون ألفا قد توافت كمولها

يقلّب عينى حيّة بمحارة «٤» ... إذا أمكنته شدّة «٥» لا يقيلها [٦٨]

قال محمد: فقلت لابن أبى حفصة: من جودة مديحه هذا جعل دونه ثمانين ألفا! وجعله يقلّب عينى حيّة بمحارة، وجعل أمير المؤمنين غزا كامنات صدره؛ فقال: هذا النابغة قال لملك العرب «٦» :

احكم كحكم فتاة الحىّ إذ نظرت ... إلى حمام سراع وارد الثّمد «٧»

فأمره أن يحكم بحكم فتاة.


[١] هو كثير بن عبد الرحمن بن جمعة، من خزاعة، ويكنى أبا صخر، ويعرف بكثير عزة لكثرة تشبيبه بها، وكان شاعر أهل الحجاز، وقدم على يزيد بن عبد الملك، ومدحه بقصائد جياد، فأعجب بهن يزيد.
وكان لكثير فى التشيب نصيب وافر، وكان يتقول، ولم يكن عاشقا. وجعله ابن سلام فى الطبقة الأولى من فحول شعراء الإسلام. ومات سنة خمس ومائة فى ولاية يزيد بن الحكم.
وترجمته فى الأغانى ٩- ٣، والشعر والشعراء ٤٨٠، وطبقات ابن سلام ٤٥٧، والخزانة ٢- ٣٧٦، واللآلئ ٧٧.

<<  <   >  >>