للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال فى هذه القصيدة بعد هذا البيت:

إذا رجل تعرض مستخفّا ... لنا بالجهل أوشك أن يحينا «١٠٥»

فقد أوجب هذا الشاعر فى البيت الأول لنفسه الحلم والإعراض عن الجهال [١١٩] ، ونفى ذلك بعينه فى البيت الثانى بتعدّيه فى معاقبة الجاهل إلى أقصى مراتب العقوبات، وهو القتل.

٣٥- نوح بن جرير [١]

حدثنى أحمد بن محمد الجوهرى، قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزى، قال:

حدثنا على بن إسماعيل اليزيدى، قال: أخبرنى أبو الحسن الأثرم، قال: حدثنى أدهم العبدى خال بنى الكلبى، عن رجل أراه من بنى سعد، قال: كنت مع نوح بن جرير؛ وكتب إلىّ أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبة، قال: حدثنى أحمد بن معاوية، قال: حدثنى بعض أصحابنا، عن رجل من بنى سعد؛ وحدثنى على بن عبد الرحمن، قال: أخبرنى يحيى بن على بن يحيى المنجم، عن أبيه، قال: حدثنى إسحاق الموصلى، عن رجل من بنى سعد، قال: كنت مع نوح بن جرير فى أصل سدرة- أو قال شجرة- فقلت له: قبحك الله وقبح أباك، أما أبوك فأفنى عمره فى مدح عبد ثقيف- يعنى الحجاج- وأما أنت فإنك مدحت قثم بن العباس فلم تهتد لمناقبه ومناقب آبائه- وقال الأثرم فى حديثه: فعجزت أن تمدحه بمأثرة من مآثر آبائه- حتى مدحته بقصر بناه.

فقال: أما والله لئن سؤتنى فى هذا الموضع لقد سئوت فيه أبى؛ بينا أنا آكل معه يوما وفى يده لقمة وفى فيه أخرى، فقلت: يا أبت أأنت أشعر أم الأخطل؟ فجرض بالتى فى فيه، ورمى بالتى فى يده، وقال: يا بنى لقد سررتنى وسؤتنى، فأما سرورك إياى فلتعاهدك مثل هذا وسؤالك عنه؛ وأما ما سؤتنى به فذكرك رجلا قد مات. يا بنى؛ لو أدركنى الأخطل وله ناب آخر لأكلنى، ولكن أعاننى عليه خصلتان- وقال بعضهم: أعنت عليه بخصلتين- كبر سن، وخبث دين.


[١] هو ابن جرير الشاعر المشهور، والحديث كله سبق صفحة ١٧٣.

<<  <   >  >>