للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على غير بغض ولا عن قلى ... وإلّا حياء وإلّا ذهولا

بخلنا لبخلك قد تعلمين ... فكيف يلوم البخيل البخيلا «٩٧»

قال «٩٨» : ومما جاء فى الشعر من المتناقض على طريق المضاف قول عبد الرحمن القس «٩٩» :

وإنى إذا ما الموت حلّ بنفسها ... يزال بنفسى قبل ذاك فأقبر

فقد جمع بين قبل وبعد؛ وهما من المضاف؛ لأنه لا قبل إلا لبعد، ولا بعد إلّا لقبل؛ حيث قال: إنه إذا وقع الموت بها- وهذا القول كأنه شرط وضعه ليكون له جواب يأتى به- وجوابه هو قوله: يزال بنفسى قبل ذاك. وهذا شبيه بقول قائل لو قال: إذا انكسر الكوز انكسرت الجرة قبله؛ فجعل هذا الشاعر ما هو قبل «١٠٠» بعدا.

قال «١٠١» : ومما جاء فى الشعر من المتناقض على طريق الإيجاب والسلب قول عبد الرحمن القس «١٠٢» :

أرى هجرها والقتل مثلين فاقصروا ... ملامكم فالقتل أعفى وأيسر

فأوجب هذا الشاعر للهجر والقتل أنهما مئلان، ثم سلبهما ذلك بقوله: إنّ القتل أعفى وأيسر؛ فكأنه قال: إنّ القتل مثل الهجر وليس هو مثله «١٠٣» وأرى أنّ مما يجرى هذا المجرى قول يزيد بن مالك الغامدى حيث قال «١٠٤» :

أكفّ الجهل عن حلماء قومى ... وأعرض عن كلام الجاهلينا

<<  <   >  >>