مالك «٤٣» . ثم قال: كيف علمك بالشعر؟ قلت: رويت. فأنشدنى قصيدته «٤٤» :
صرمت حبالك زينب ورعوم
فلما انتهى إلى قوله:
حتى إذا أخذ الزّجاج أكفّنا ... نفحت فأدرك ريحها المزكوم
قال. ألست تزعم أنك تبصر الشعر؟ قلت: بلى. قال: فكيف لم تشقّ بطنك فضلا عن ثوبك عند هذا البيت؟ قلت: قد فعلت عند البيت الذى سرقت هذا منه. قال:
وما هو؟ قلت: بيت الأعشى «٤٥» :
من خمر عانة قد أتى لختامها ... حول تفضّ غمامة المزكوم «٤٦»
فقال: أنت تبصر الشعر.
فلما صرت إلى سليمان سمرت معه بهذا أول بدأتى.
أخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا الأشناندانى، قال: أخبرنا التّوزى: قال: اختصم رجلان أحدهما من بنى قيس بن ثعلبة، والآخر من بنى تغلب إلى رجل من النمر بن قاسط فى قول الأعشى:
من خمر عانة قد أتى لختامها
... البيت.
وقول الأخطل «٤٧» .
وإذا تعاورت الأكفّ زجاجها ... نفحت فنال «٤٨» رياحها المزكوم