قال: حدثنى من له علم وثبت من قريش، فيهم عمى مصعب بن عبد الله، عن جدى عبد الله بن مصعب أنّ قول جميل «٧٥» :
أفق قد أفاق العاشقون وفارقوا ... الهوى واستمرّت بالرجال المرائر [٧٤]
وهبها كشىء لم يكن أو كنازح ... به الدار أو من غيّبته المقابر
وهما فى قصيدته التى يقول فيها:
أألحقّ إن دار الرّباب تباعدت ... أو إن شطّ ولى «٧٦» أنّ قلبك طائر
قال الزبير: فأغار كثّير على البيتين، فأدخلهما فى قصيدته التى أولها:
عفا واسط من أهله والظواهر
قال الزبير: وحدثنى أبو سلمة موهوب بن رشيد الكلابى أنه سمع الضحاك بن عثمان الحزامى يقول: من أغزل أبيات قالتها العرب أبيات حسان بن يسار التغلبى حين يقول:
أجدّك إن دار الرّباب تباعدت ... أو انبت حبل أنّ قلبك طائر
أمت ذكرها واجعل قديم وصالها ... وعشرتها كبعض من لا تعاشر
وهبها كشىء قد مضى أو كنازح ... به الدار أو من غيبته المقابر
فقد ضلّ إلا أن تقضّى حاجة ... ببرق جفير دمعك المتبادر
قال الشيخ أبو عبيد الله المرزبانى رحمه الله تعالى: تحامل الزبير بن بكار على كثير- فيما جمعه من أخباره، وبيّن عليه من سرقاته- ظاهر، وهو خصم لا يقبل قوله على كثيّر لهجاء كثير لولد عبد الله بن الزبير وانحراف الزبير عن أهل البيت عليهم السلام.
حدثنى محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن أبى خيثمة، قال: أخبرنا الزبير بن بكار، وحدثنى محمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن يحيى النحوى، عن الزبير، قال: حدثنى عمر بن أبى بكر المؤملى، عن عبد الله بن أبى عبيدة وغيره- أن سكينة بنت الحسين قالت لكثّير حين أنشدها قصيدته التى أولها «٧٧» :