للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم أقبلت على الأحوص فقالت: وأما أنت يا أحوص فأقلّ العرب وفاء فى قولك:

من عاشقين تراسلا فتواعدا ... ليلا إذا نجم الثريا حلّقا

بعثا أمامهما مخافة رقبة ... عبدا ففرّق عنهما ما أشفقا

باتا بأنعم عيشة وألذّها ... حتى إذا وضح الصباح تفرّقا [٧٨]

ألا قلت: تعانقا، أما والله لولا بيت قلته ما أذنت لك، وهو:

كم من دنىّ لها قد صرت أتبعه ... ولو صحا القلب عنها صار لى تبعا

ثم أمرت بهم فأخرجوا إلا كثيرا، وأمرت جواريها أن يكتفنه، وقالت له: يا فاسق، أنت القائل «٢٤» :

أإن زمّ أجمال وفارق جيرة ... وصاح غراب البين أنت حزين

أين الحزن إلا عند هذا؟ خرّقن ثوبه يا جوارى. فقال: جعلنى الله فداءك! إنى قد أعقبت بما هو أحسن من هذا. ثم أنشدها «٢٥» :

أأزمعت بينا عاجلا وتركتنى ... كئيبا سقيما جالسا أتلدّد «٢٦»

وبين التراقى واللهاة حرارة ... مكان الشّجا ما تطمئنّ «٢٧» فتبرد

فقالت: خلّين عنه يا جوارى. وأمرت له بمائة دينار وحلّة يمانية، فقبضها وانصرف.

كتب إلىّ أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبّة، وأخبرنى إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوى، ومحمد بن أبى الأزهر، قالا: حدثنا محمد بن يزيد النحوى، وحدثنى أبو عبد الله الحكيمى، [عن] «٢٨» أحمد بن يحيى النحوى، عن بعض رجاله، وحدثنى علىّ بن عبد الرحمن، قال: أخبرنى يحيى بن على بن يحيى المنجّم، عن أبيه، قال:

<<  <   >  >>