للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم مرّ فى القصيدة.

أخبرنى محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن الحسن البلعى، قال: حدثنا أبو حاتم، قال: سمعت الأصمعى يقول: لو أدركت ذا الرّمة لأشرت عليه أن يدع كثيرا من شعره؛ فكان ذلك خيرا له. وقد أنكر قول ذى الرمة «٨٤» :

ألا يا اسلمى يا دار مىّ على البلى ... ولا زال منهلّا بجرعائك القطر «٨٥»

واحتجّ من عاب هذا البيت بأنّ فى قوله هذا إفسادا للدار التى دعا لها، وهو أن تغرق بكثرة المطر؛ وقالوا: الجيّد فى هذا المعنى قول طرفة «٨٦» :

فسقى ديارك- غير مفسدها ... صوب الربيع وديمة تهمى

وعيب عليه قوله «٨٧» :

كأنّ أصوات من إيغالهنّ بنا ... أواخر الميس أصوات الفراريج «٨٨»

يريد كأنّ أصوات أواخر الميس أصوات الفراريج من إيغالهنّ بنا.

وقوله أيضا «٨٩» :

نضا البرد عنه وهو ذو من جنونه ... أجارىّ «٩٠» من تسهاك «٩١» صوت صلاصل

التسهاك: عدو شديد. وريح «٩٢» سهوك. والصّلاصل: صوت شديد. يريد وهو من جنونه ذو أجارىّ.

<<  <   >  >>