للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدثنى أحمد بن محمد الجوهرى، قال: حدثنى الحسن بن عليل العنزى، قال:

حدثنى علىّ بن محمد بن سليمان النوفلى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن العباس بن الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، عن أبيه، قال: تواريت من المنصور بخروجى مع إبراهيم، وكان «٩» بشار صديقى وصديق إخوتى ومنقطعا إلينا، وكان يغشانا كثيرا أيام ظهورنا. فكنت فى توارىّ ببغداد وهى أول ما بنيت، وكان بشار يجلس بالليل فى مسجد الرّصافة، فيحضره ناس كثير، ويحدثهم، وينشدهم شعره. فاندسست فى الناس ليلة، ثم صحت: يا أبا معاذ، من الذى يقول:

أحبّ الخاتم الأحم ... ر من حبّ مواليه

فأعرض عنى، وأخذ فى إنشاد شعره، فمكثت ساعة ثم صحت به: يا أبا معاذ، من الذى يقول «١٠» :

وإذا أدنيت منّى بصلا ... غلب المسك على ريح البصل

إنّ سلمى خلقت من قصب «١١» ... قصب السكر لا عظم الجمل

فغضب، وصاح: من هذا الذى يقرعنا «١٢» بأشياء كنا نعبث بها، ويأتى برذال شعرنا وما لم نرد به الجيد؟ قال: فسكت ومكثت ساعة، ثم قلت: يا أبا معاذ، من الذى يقول «١٣» :

أخشّاب «١٤» حقّا أنّ دارك تزعج ... وأنّ الذى بينى وبينك منهج «١٥»

قال: فنشط، ثم قال: ويحك! عن مثل هذا فسل. ثم اندفع ينشدها حتى أتى عليها.

<<  <   >  >>