للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حبابة ربة البيت

... وذكر البيتين.

قال: فقال: إنما أخاطب كلّا بما يفهم.

قال أبو الحسن محمد بن أحمد بن طباطبا العلوى «٢٣» : ينبغى للشاعر أن يجتنب الإشارات البعيدة، والحكايات الغلقة، والإيماء المشكل، ويتعمد ما خالف ذلك، ويستعمل من المجاز ما يقارب الحقيقة، ولا يبعد عنها؛ ومن الاستعارات ما يليق بالمعانى التى يأتى بها. فمن الحكايات الغلقة قول بشار «٢٤» :

غدت عانة تشكو بأبصارها الصّدى ... إلى الجأب إلا أنها لا تخاطبه

أخبرنا محمد بن الحسن بن دريد، قال: أخبرنا أبو حاتم، قال: حدثنى رجل من أصحاب المدائنى، قال: جاء رجل إلى العتّابى، فقال له: ما أردت بقولك:

فى ناظرىّ انقباض عن جفونهما ... وفى الجفون عن الآماق تقصير [١٣٨]

فقال: أمتعلم أنت أم متعنّت. قال: بل متعنّت! قال: لا أدرى! قال: أفتقول ما لا تدرى؟ وألحّ عليه بالسؤال، فقال: أردت أن أحكى قول بشار «٢٥» :

جفت عينى عن التّغماض «٢٦» حتّى ... كأنّ جفونها عنها قصار

يروّعه السّرار بكلّ فجّ «٢٧» ... مخافة أن يكون به السّرار «٢٨»

فلم يتهيّأ أن ألحق هذا القول. قال: فصار الرجل إلى بشار، فقال: قلت أحسن بيت ثم أفسدته بالبيت الثانى- وأنشده البيتين. فقال بشار: أردت أن ألحق قول المجنون «٢٩» :

كأنّ القلب ليلة قيل يغدى ... بليلى العامرية، أو يراح «٣٠»

<<  <   >  >>