سنّ للنّاس النّدى فندوا «٧» ... فكأنّ البخل لم يكن
وقال قدامة بن جعفر «٨» : الفرق بين الممتنع والمتناقض أنّ المتناقض لا يكون، ولا يمكن تصوّره فى الوهم، والممتنع لا يكون ويجوز أن يتصوّر فى الوهم. ومما جاء فى الشعر- وقد وضع الممتنع فيه فيما يجوز وقوعه- قول أبى نواس:
يا أمين الله عش أبدا ... دم على الأيام والزّمن
فليس يخلو هذا الشاعر من أن يكون تفاءل لهذا الممدوح بقوله:«عش أبدا» أو دعاله، وكلا الأمرين بما «٩» لا يجوز مستقبح. ولعل معترضا أن يعترض «١٠» هذا القول بأن يجعل هذا القول غلوّا يلزمنا تجويزه كما أصّلنا تجويز الغلوّ فى الشعر واستجادته «١١» ؛ فالفرق بين هذا الباب وباب الغلوّ أنّ مخارج الغلوّ إنما هى على «يكاد» ، وليس فى قول أبى نواس:«عش أبدا» - موضع يحسن فيه «يكاد» ؛ لأنه لا يحسن على مذهب الدعاء أن يقال: يا أمين الله تكاد تعيش أبدا.
قال: ومن التنقاقض قول أبى نواس أيضا يصف الخمر «١٢» :