حدثنى محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا عمر بن شبّة، قال: رآنى محمد بن بشار بن برد، وأنا أكتب شعر العبّاس بن الأحنف، وكنت أقرأ عليه شعر أبيه، فقال: والله لا أقرأتك شعر أبى، وأنت تكتب هذا! قلت: فإنى أتركه.
أخبرنى الصولى، قال: حدثنا أحمد بن يزيد المهلبى، قال: حدثنى أحمد بن حمدون، قال: أنشدت غصين بن برّاق الأسدى بيتى العباس بن الأحنف «١١» :
من ذا يعيرك عينه تبكى بها ... أرأيت عينا للبكاء تعار
فحلف أن البيت الأول لرجل عندهم، وأنه لا يعرف الثانى.
أخبرنى محمد بن يحيى، قال: يروى أنّ العباس بن الأحنف دخل على الذّلفاء جارية ابن طرخان، فقال: أجيزى هذا البيت «١٢» :
أهدى له أحبابه أترجّة ... فبكى وأشفق من عيافة زاجر
فقالت «١٣» :
خاف التلّون إذ أتته لأنها ... لونان باطنها خلاف الظاهر
فقال: لئن ظهر هذا البيت لا دخلت لكم منزلا أبدا. ثم ضمّه إلى بيته.
أخبرنى الصولى، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن فهم، قال: سمعت العطوى يقول [١٧١] : كان العباس بن الأحنف شاعرا مجيدا غزلا، وكان أبو الهذيل يبغضه ويلعنه لقوله «١٤» :
إذا أردت سلّوا «١٥» كان ناصركم ... قلبى، وما أنا من قلبى بمنتصر
فأكثروا «١٦» وأقلّوا من إساءتكم ... فكل ذلك محمول على القدر