ومن سخيف شعره قوله «١٧» :
أفعشت حتى عبتهم قل لى متى ... فرزنت سرعة ما أرى يا بيدق «١٨»
قوم إذا اسودّ الزّمان توضّحوا ... فيه فغودر وهو منهم أبلق
قال أحمد بن محمد الحلوانى: ذكر أحمد بن عبيد بن ناصح أنه قال لأبى تمام- وكان يجىء إلى المسجد الجامع ينشد أشعاره- فأنشد وهو يصول به «١٩» :
لو خرّ سيف من العيّوق «٢٠» منصلتا ... ما كان إلّا على هاماتهم يقع [١٨١] «٢١»
فقلنا: ما فى الدنيا أحد أذلّ من هؤلاء، لا يرفع أحد سيفه إلا قتلهم من غير أن يضرب به إنسان! فقال أبو تمام: قال زهير «٢٢» :
وإن «٢٣» يقتلوا فيشتفى بدمائهم ... وكانوا قديما من مناياهم القتل «٢٤»
فقلت: إنما وصف أنهم لا يموتون إلا تحت السيوف، وأنت قلت: لو خرّ سيف لم يقع إلا على هاماتهم.
قال: وقلت للطائى يوما- وقد أنشدنا مرثيته محمد بن حميد «٢٥» :
كذا فليجلّ الخطب وليفدح الأمر ... وليس «٢٦» لعين لم يفض ماؤها عذر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute