للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ناقة أو جمل أو بهيمة؟ وما أشبه هذا بقول عبيد الراعى [١٨٥] :

إلى المصطفى بشر بن مروان ساورت ... بنا الليل حول كالقداح ولقّح

الناقة الحائل: التى لم تحمل تلك السنة. واللّقّح: الحوامل.

تلتها بنا روح زواجل، وانتحت ... بأجوازها أيد تجدّ، وتمزح

الأروح: الذى فى صدر قدمه انبساط.

فظلّت بمجهول الفلاة كأنها ... قراقير فى آذىّ دجلة تسبح «٧٤»

لهاميم فى الخرق البعيد نياطه «٧٥» ... وراء الذى قال الأدلاء تصبح

وللطائى سرقات كثيرة أحسن فى بعضها وأخطأ فى بعضها.

ولما نظرت فى الكتاب الذى ألفه فى اختيار الأشعار وجدته قد طوى أكثر إحسان الشعراء. وإنما سرق بعض ذلك، فطوى ذكره، وجعل بعضه عدّة يرجع إليها فى وقت حاجته، ورجاء أن يترك أكثر أهل المذاكرة أصول أشعارهم على وجوهها، ويقنعوا باختياره لهم؛ فتغبى عليهم سرقاته.

ولا يعذر الشاعر فى سرقته حتى يزيد فى إضاءة المعنى أو يأتى بأجزل من الكلام الأول، أو يسنح له بذلك معنى يفضح به ما تقدّمه، ولا يفتضح به، وينظر إلى ما قصده نظر مستغن عنه لا فقير إليه.

وأراد امتداح عبد الحميد بن جبريل فجعله طبيبا فى قوله «٧٦» :

شكوت إلى الزمان نحول جسمى «٧٧» ... فأرشدنى إلى عبد الحميد

وقال فى هذه القصيدة:

ولا تجعل جوابك فيه لى «٧٨» لا ... فأكتب ما رجوت على الجليد

<<  <   >  >>