للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبرنى محمد بن أبى الأزهر، قال: أخبرت أن عمر بن لجأ قال لابن عمّ له: أنا أشعر منك. قال له: وكيف؟ قال: إنى أقول البيت وأخاه، وتقول البيت وابن عمه! قال: وأنشد عمرو بن بحر:

وشعر كبعر الكبش فرّق بينه ... لسان دعىّ فى القريض دخيل

قال محمد بن يزيد: وبعر الكبش يقع متفرقا، فمن ذلك قول بنت الحطيئة له لما نزل فى بيت بنى كليب بن يربوع: تركت الثروة والعدد، ونزلت فى بنى كليب بعر الكبش! قال: والمعنى فى ذلك أنّ قائل هذا البيت أراد أنّ شعر الذى هجاه مختلف المعانى غير جار على نظم ولا مشاكلة.

أخبرنا ابن دريد، قال: أنشدنا أبو عثمان الأشناندانى سعيد بن هارون [٢٢٤] :

أرى كلّ ذى شعر أصاب بشعره ... ولكن عوّاما بما قال عيّلا

فلا تنطقن شعرا يكون حويره ... كما شعر عوّام أعام وأرجلا «١١»

أعام: من العيمة، وهى شهوة اللبن، أراد أنه ردىء الشّعر، وأنّ الشعراء يصيبون بأشعارهم الأموال، وهذا يفتقر بشعره! أخبرنى الصولى، قال: حدثنا الفضل بن الحباب، قال: حدثنى التّوزى، عن أبى عبيدة قال: أتى الفرزدق رجل من بنى تميم، فقال: قد قلت شعرا فانظر فيه؛ وأنشده.

فقال الفرزدق «١٢» : يابن أخى، إنّ الشعر كان جملا بازلا عظيما؛ فأخذ امرؤ القيس رأسه، وعمرو بن كلثوم سنامه، وعبيد بن الأبرص فخذه، والأعشى عجزه، وزهير كاهله، وطرفة كركرته، والنابغتان جنبيه، وأدركناه ولم يبق إلا المذارع «١٣» والبطون، فتوزّعناه بيننا! فقال الجزّار: لم يبق إلا الفرث والدم، وقد تعنّيت، وقمت لكم، فمروا

<<  <   >  >>