للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لئن قدمت من دمشق صالحا ... وقد تمتعت متاعا صالحا

لآتينّ بالعراق صالحا ... إنى وجدت صالحا لى صالحا

فقلت له: أنت أشعر الناس! فقال لى أبو عمرو: يا عدوّ الله. أتغرى الرجل؟ أما تخشى الله! حدثنى أحمد بن عيسى الكرخى، قال: حدثنا أبو العيناء، قال: حدثنا محمد بن سلّام قال: كان المهدىّ يقعد للشعراء، فدخل عليه شاعر ضعيف الشّعر طويل اللحية، فأنشده مديحا له، فقال فيه: «وجوار زفرات» . فقال المهدى: أى شىء زفرات؟

فقال: ولا تعلمه أنت يا أمير المؤمنين؟ قال: لا! قال: فأنت أمير المؤمنين وسيّد المسلمين [٢٢٩] وابن عمّ رسول رب العالمين صلّى الله عليه وسلم لا تعرفه، أعرفه أنا؟ كلّا والله! فقال له المهدى: ينبغى أن تكون هذه الكلمة من لغة لحيتك! أخبرنى أبو بكر الجرجانى، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوى قال: جاء رجل إلى الرشيد؛ فقال له: قد هجوت الرافضة. قال: هات! فأنشد:

رغما وشمسا وزيتونا ومظلمة ... من أن تنالا من الشّيخين طغيانا

قال: فسّره لى! قال: لا! ولكن أنت وجيشك اجهد أن تدرى ما أقول؛ فإنى والله ما أدرى ما هو! حدثنى إبراهيم بن محمد العطار، عن الحسن بن عليل العنزى، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الذّارع، قال: حدثنا ابن عائشة، قال: قال أبو العتاهية لابن مناذر: إن كنت أردت بشعرك العجاج ورؤبة فما صنعت شيئا، وإن كنت أردت شعر أهل زمانك فما أخذت مآخذهم، أرأيت قولك «٢٣» :

ومن عاداك لاقى المرمريسا

أى شىء المرمريس؟

أخبرنى محمد بن يحيى، عن أبى العيناء قال: عرض رجل على الأصمعى ببغداد شعرا

<<  <   >  >>