للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال شقيق «١٥» : أبا مالك، أردت هجائى فمدحتنى، والله ما تحمّلنى ذهل أمرها وقد حمّلتنى أنت أمر وائل طرّا. فغلبه.

وفضالة بن شريك؛ قال لعبد الله بن الزبير:

وما لى حين أقطع ذات عرق ... إلى ابن الكاهليّة من معاد

فقال ابن الزبير: عيّرنى بشرّ جداتى، وهى خير عماته. فغلبه.

وحدثنى علىّ بن أبى منصور، قال: أخبرنى يحيى بن على بن يحيى المنجم، عن أبيه، قال: لقى الأعشى عمرو بن عبد الله بن المنذر- وهو جهنّام- فشتم جهنّام الأعشى؛ فقال الأعشى «١٦» [٢١] :

فما أنت من أهل الحجون ولا الصّفا ... ولا لك حقّ الشّرب من ماء زمزم

فقال له جهنّام: لكنك يا أبا بصير من أهله.

وقال له الأعشى فى هذه القصيدة:

وما بوّأ الرحمن بيتك فى العلا ... بأجياد شرقىّ الصّفا والمحرّم

فقال له جهنّام: لكنك يا أبا بصير عريض المباءة بها. فغلبه بالكلام.

حدثنى عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوى، قال: حدثت عن الأصمعى أو غيره- والأغلب علىّ أنه الأصمعى- أنه سمع قول الأعشى «١٧» :

كأنّ مشيتها من بيت جارتها ... مرّ السحابة لا ريث «١٨» ولا عجل

فقال: لقد جعلها خرّاجة ولّاجة، هلّا قال كما قال الآخر:

ويكرمها جاراتها فيزرنها ... وتعتلّ عن إتيانهن فتعذر

أخبرنى محمد بن عبد الله البصرى، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابى عمن ذكره.

وحدثنى على بن عبد الرحمن الكاتب، قال: حدثنى يحيى بن على، قال: حدثنى أبو هفّان، قال: زعم الأصمعى أنّ محمد بن عمران الطّلحى القاضى قال: تناظر ربعىّ ومضرىّ فى الأعشى والنابغة، فقال المضرى للربعى: شاعركم أخنث الناس حين يقول «١٩» :

<<  <   >  >>