للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولهما: الدفاع عن العقيدة وعن حرمات المسلمين.

وثانيهما: مقاومة القوة التى تقف فى طريق الدعوة التى أمروا بتبليغها، وفعل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين المهديين من بعده هو الحجة في هذا الموضوع، وما يحدث من غيرهم لا يحتج به على الإسلام، وإنَّما هو تصرف شخصى قد يخطئ وقد يصيب.

قال تعالى فى بيان غاية القتال: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (٢٩)} (١). فالغاية من القتال إعطاء الجِزيَةَ للإسهام بها فى تكاليف الدفاع عن حرياتهم وإظهار حسن نيتهم نحو الإسلام، وهى مبلغ رمزى ضئيل لا يدفعه إلا القادرون ممن يصلحون للقتال. وليست غاية القتال هى الإسلام، فقد نصت الآية علي ذلك {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ} وليس فيها "حتَّى يسلموا".

وقال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} (٢)، فالغاية هى القضاء على الفتنة، أى


(١) سورة التوبة: ٢٩
(٢) سورة البقرة: ١٩٣

<<  <   >  >>