للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دعم أركان السلام فى المجتمع، وذلك كما يكون بالإسلام يكون بالجزية أو بالعهد، ولو كان القتال لفرض الإسلام على الناس ما أمر الرسول يترك الرهبان والنساء والصبيان. وأما قوله تعالى: "ويكون الدين لله" فمعناه أن يظهر أمرة ويعلو صوته، ولا يتوقف ذلك على أن تكون له الأكثرية العددية فى الناس، فظهوره بظهور الحق الذى هو فيه من استقامة مبادئه، وصدق الهدى" الذى جاء به.

على أن من جاءنا من المحاربين طالبا الأمان ليسمع كلام الله لا يجوز أن نقتله أو نكرهه على الإسلام، بل نبلغه الدعوة ونحافظ على حياته وأمواله وكل حقوقه حتَّى يرجع إلى بلدة ويبلغ مأمنه ولو لم يسلم (١).

إن نظرة الإسلام إلى الحرب نظرة طبيعية واقعية، فهى مكروهة للنفوس التى تحب السلامة، كما قال سبحانه "كتب عليكم القتال وهو كره لكم" (٢) وينهى المسلمين عن مجرد التمنى لخوض معركة مع العدو، ففى الحديث "لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا" (٣).


(١) الجواب الصحيح لابن تيمية ص ٦٩، ٧٤
(٢) سورة البقرة: ٢١٦
(٣) رواه البخارى ومسلم.

<<  <   >  >>