ومن وسائل العدو الحرب الدينية ضد الإسلام إيفاد الأساتذة للتدريس فى معاهد البلاد الإسلامية، وتيسير طلب العلم فى بلادهم للمسلمين وتخصيص منح سخية لذلك، والعمل على نشر الكتب والصحف والأفلام والروايات وكل أنواع الثقافة.
وهذه الثقافة التى تحملها هذه الوسائل فى خلالها سموم ضد الأفكار وضد العقائد والأخلاق، وجدنا أثرها فى الناشئة من أبناء المسلمين وأساتذتهم الذين تربوا على هذه الموائد، ووجدنا حرية الفكر والبحث، والطعن والنقد، تنشر ويتسع مداهما، دون أن نجد لها حاجزا يصدها، أو مصباحا قويا يكشف ضلالها، من ثقافة دينية أصيلة واعية، ومعارف إسلامية واضحة، اللهم إلَّا شيئًا قليلا لا يغنى فى هذه الحرب الطاحنة التى يجب أن تحشد لها كل الأسلحة وأحدثها وأقواها.
وكان لهذه الثقافات أثرها فى التحرر من القيود والخروج على التقاليد، وإهدار القيم والانحراف إلى المذاهب الهدامة والتشيع للآراء الضالة يقول "أمرسون"، فى كتابه الذى ترجم أخيرا بمشورة السفارة الأمريكية: من أراد أن يكون رجلًا ينبغى أن ينشق