يقول الأستاذ محمد محمد حسين معقبا على هذا: هذا الكاتب وأمثاله يعتمدون على أن الأذكياء سوف يجدون فى كلامهم ما يرضي غرورهم، أما الأغنياء فسوف يقفون أمامه مشدوهين كأنهم أمام معجزة، وأما الشباب فسوف يجدون فيما يتضمنه من الثورة التى تحطم ولا تبقى ولا تذر، مجالا للتنفيس عن نشاطهم ونزوعهم إلى إثبات وجودهم من كل وجه، وهذا الكاتب الصهيونى يتعقب شعائر الدين كلها بالتسفيه والسخرية اللاذعة فالتوبة والندم عنده شيء آخر، هو نوع من الصلاة الزائفة، ونقص فى الاعتماد على النفس وعجز فى الإرادة، والرحمة والعطف لا تقل عن الندم وضاعة "ص ١٥٧".
كان أمثال هذه الثقافات من العوامل التى دفعت إلى الشك في الأديان، فألحد الكثيرون، ودفعت أيضًا إلى الطعن فى الإسلام من طرق شتى، فمرة. بأن القرآن من صنع محمد لم يوح به إليه، أو أنَّه أوحى بمعناه دون لفظه، ومرة بأنه لم يجمع كله بل ضاع بعضه، وبأنه محرف، لأن فيه مصاحف يوجد فيها ما لا يوجد فى الأخرى ومرة يقولون: إن السنة التى نسبت إلى النبي لا يصح الاعتماد عليها لعدم الثقة بطريقها، ويجرحون كثيرًا من الرواة ليضلوا بذلك إلى هدم الأساس الذى كان منه التشريع، وإذا انعدمت