"وفى هذه المناسبة العظيمة لا يسعنى إلَّا أن أذكر لهذا الأزهر جهاده على مر السنين، فقد حمل الأزهر دائما الرسالة، ولم يتخل مطلقًا عن الأمانة وكافح كفاحا مريرا فى سبيل الحصول على أهداف الوطن، وقاسى رجاله وعذبوا، وقتلوا وشردوا، واقتحم المحتلون الأزهر، فلم يتوان عن المطالبة بحقوق الوطن. واستمر الأزهر يحمل الرسالة حتَّى سلمها للجيش وإلى عرابى. الذى قام متسلحا بروح الأزهر المعنوية، إلى جانب القوات المادية، يطالب بحقوق البلاد وعندما وطئت أقدام المستعمر أرض مصر حاول بكل قواته أن يقضى على رسالة الأزهر، كما حاول القضاء على الجيش وقوته، ورسالته، ورغم هذا استمر الأزهر على مر السنين يكافح".
هذا ويجب أن نلاحظ أن الأزهر الشريف كان وما يزال يمثل الجامعة الإسلامية فى معناها الحقيقى ويبرهن عقليا على أن الإسلام دين عالمى، لأنه يضم من رواد الإصلاح وأساتذة التوجيه فى العالم الإسلامى ما يمثل أكثر من خمسين جنسية فى آسيا وأفريقيا وأوروبا، وهم يكونون فى ساحة الأزهر وفى معاهده وكلياته هيئة أمم إسلامية، تدل بهذا أن المظهر العملى