للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتاب "الفخرى" مشهدا منها فى مقابلة رسل سعد بن أبى وقاص لرستم قائد الفرس، حيت سمع منهم حكما وأجوبة راعته وهالته، لقد قال لأحد هؤلاء الرسل: ما هذا المغزل الذى فى يدك؟ -يعنى رمحه- فقال له: إن الجمرة لا يضرها قصرها، وقال لآخر: ما بال سيفك أراه رثا؟ فقال: إنه خلق المغمد جديد المضرب، وآمن رستم بهذه المقابلات أن هؤلاء الأقوام جديرون بألا يقف حذاءهم أحد.

وقد يقال: إن الإسلام وحده هو الذى خلق هذه المعانى الكبيرة فى هذه القلوب المؤمنة والنفوس العالية المعتزة بدينها، لكن معادن العرب كانت نقية وبذور النبل كانت موجودة، فقواها الإسلام ونماها ووجهها وجهة الخير.

وأحيلك أيها القارئ على مقابلة النعمان بن المنذر لكسرى، وعنده وفود الروم والهند والصين، وما تحدث به عن فضل العرب فى عزها ومنعتها وفى أحسابها وأنسابها وسخائها وجودها وحكمة ألسنتها وديانتهما وشريعتها والدفاع عما عابهم به كسرى من وأد البنات والتقاتل، وتصوير ذلك بما يرجع إلى عزة النفس والأنفة من العار وقوة البأس وحب الحرية.

<<  <   >  >>