للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فى مهمته، فقد يضر من حيث يظن أو يعتقد أنه ينفع، وقد يكون تصرف واحد منه قاضيا على كل جهوده.

لقد نصح النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذا وزميله حين أرسلهما إلى اليمن قائلا: "يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا" (١). ولما شكا الناس إليه إطالة معاذ فى الصلاة قال له: "أفتان أنت يا معاذ"؟ .

ومن مظاهر الفنية فى الدعوة ما روى أن عمر ابن الخطاب-رضي الله عنه-، عندما بلغه أن عظيما بالشام يسرف فى الشراب، كتب إليه آية {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} وآية {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}.

وقال لحامل الكتاب: لا تدفعه إليه حتى يصحو من سكره، ثم قال لإخوانه: ادعوا له بالتوبة. فحسن حال الرجل، ثم قال عمر: هكذا افعلوا إذا أردتم الدعوة، وهذه الخبرة الفنية مستقاة من قول الله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن" (٢)، وسيأتى شرح الحكمة فيما بعده.


(١) رواه مسلم.
(٢) سورة النحل: ١٢٥

<<  <   >  >>