٣ - مما يلزم لنجاح الداعى أن "يكون على خلق كريم، وعلى هيئة غير منفرة.
(١) فالأخلاق سلاح فعال فى نجاح الدعوة، وهى فى الوقت نفسه دعاية صامتة، قد تغنى عن الدعاية القولية، والأخلاق اللازمة للداعى كثيرة، منها الصبر والتحمل، فميدان الدعوة ميدان جهاد لا بد فيه من متاعب ومشاق، ينبغى أن تقابل بالصبر، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو قدوة الدعاة فى ذلك، والشواهد كثيرة زخرت بها كتب السيرة.
ومنها عدم الحرص على الدنيا، والعفة والقناعة التى تملأ النفس رضا، والقلب طمأنينة، وتكف عن التفاهات والدنايا التى يتردى فيها الشرهون الحريصون، وصدق رسول الله إذ يقول "ازهد فى الدنيا يحبك الله، وازهد فيما فى أيدى الناس يحبك الناس" (١).
فليكن رائد الداعى من دعوته هو رضاء الله وحب الخير للناس، وفى الحديث الشريف "من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة