همه جمع الله له أمره، وجعل غناه فى قلبه، وأتته الدنيا وهى راغمة " (١).
ومن الأخلاق استقامة السلوك بوجه عام فى أداء الواجبات والبعد عن المنهيات، حتى يكون الداعى قدوة للناس وحتى يجتذب قلوبهم إليه ويكسب ثقتهم به، وحتى لا يشك الناس فى صدق ما يدعو إليه إذا كان هو غير عامل به، والثقة والمحبة من أقوى عوامل النجاح.
ومن الأخلاق اللازمة للدعاة إذا كانوا فى مكان واحد الاتفاق وعدم الاختلاف، وهذا أمر له أهميته البالغة ولعل مما يعين عليه هو الإخلاص للواجب ورعاية المصلحة العامة، وإطراح الأهواء الشخصية والأغراض الخاصة، فإن الاختلاف بين الزملاء أكبر عوامل الهدم لجهودهم، وأول ما ينزع الثقة منهم، ويسئ إساءة إلى الدعوة بعامة. ولهذا أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- على معاذ وزميله فى وصيته لهما أن يلتزما التعاون فقال "وتطاوعا ولا تختلفا".
وما يشير إلى أهمية الأخلاق فى الدعوة قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا